هل تفسير الامام علي مازل موجود لكتاب الله الذي جمعه عندما اعتزلهم ولم يبايع الخليفة الاول؟ هل تم حرقه ام انه محفوظ في صدر الامام وتوارثه السبطين والائمة من بعده؟
اولا أشكركم كثيرا علي الاجابة الكافية الشافية الموجزة الظاهرة للحق ثانيا انا مسلم من مصر وكنت علي المذهب السني واريد ان ادخل الاسلام علي مذهب اهل البيت عليهم السلام ايمانا مني بحق اهل البيت في الاتباع ولما رأيته من مخالفات وكذب لا يوصف علي اهل بيت النبي صلي الله عليه وعلي اله من ابناء مذهبي واخيرا لدي سؤال هل تفسير الامام علي مازل موجود لكتاب الله المصحف الذي جمعه عندما اعتزلهم ولم يبايع الخليفة الاول هل تم حرقه مع حرق مصاحف الصحابة في عهد الخليفة الثالث ام انه محفوظ في صدر الامام وتوارثه السبطين والائمة من بعده انا اريد اي كتب تحوي هذه التفاسير وجزاكم الله خيرا عن مساعدتي للوصول لسيرة خاتم النبيين وصراط امير المؤمنين ودرب الائمة المعصومين تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءَ في تفسير القميّ أنّ الإمام علي (عليه السلام) هو أوّلُ من تصدّى لجمع القرآن بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بوصية منه مباشرة، حيث قعد في بيته مشتغلاً بجمع القرآن و ترتيبه على ما نزل، وقد جاء في الخبر أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) تركَ مصحفاً في بيته خلف فراشهِ مكتوباً في العسب والحرير والأكتاف، وقد أمر علياً (عليه السلام) بأخذه وجمعه (المتقي الهندي، كنز العمال ج 2 حديث 4792). وقال ابن النديم في المناقب: إنّ علياً (عليه السلام) رأى من الناس طيرةً عند وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) فأقسم أن لا يضع رداءه حتى يجمع القرآن. وكذلك روى محمد بن سيرين عن عكرمة كما في الإتقان لعلوم القرآن، قال: لمّا كان بدء خلافة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته يجمع القرآن. قال: قلت لعكرمة: هل كان تأليف غيره كما أنزل الأول فالأول؟ قال: لو اجتمعتِ الإنس والجنّ على أن يُألفوه هذا التأليف ما استطاعوه. قال ابن سيرين: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه.
وعليه فاِنّ مصحفَ الإمام علي (عليه السلام) يطلق على القرآن الذي جمعه عليه السلام بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وهو أوّل مصحف في الإسلام جمع فيه القرآن الكريم، ولا يفهم من هذا أنّ مصحف الإمام علي (عليه السلام) كان مختلفاً في آياته وسوره عن ما هو متداول بين المسلمين فهذه شبهة لا دليل عليها ولا أساس لها من الصحة، إنما كان يتميّز بكونه رُتّب على ترتيب النزول، كما اشتمل على شروح وتفاسير لمواضع من الآيات مع بيان أسباب ومواقع النزول. قال عليه السلام: (ما نزلت آية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أقرأنيها وأملاها عليّ، فأكتبها بخطي. وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها. ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيتُ آية من كتاب الله، ولا علماً أملاه عليّ فكتبته منذ دعا لي ما دعا) (تفسير البرهان 1:16 ح 14)
وبعد أن جمعه جاء به إلى الناس وقال: إنَّي لم أزل منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مشغولاً بغسله وتجهيزه، ثمّ بالقرآن حتى جمعته كله ولم ينزّل الله على نبيّه آية من القرآن إلاّ وقد جمعتها.(الاحتجاج للطبرسي: 82) إلا أنّ القوم ردّوه ولم يقبلوه، حيث قام إليه رجل من كبار القوم فنظر فيه، فقال: يا علي، ارددهُ فلا حاجة لنا فيه.( الاحتجاج للطبرسي : 82؛ بحار الأنوار 92:51 ح18)، فقال لهم الإمام علي (عليه السلام): (أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنّما كان عليَّ أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه) (تفسير الصافي 1:36)
وفي أيّام خلافة عثمان وما حصل حول القرآن من اختلافٍ سأل طلحة بن عبيد الله الإمام علياً (عليه السلام) لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: وما يمنعك ـ يرحمك الله ـ أن تخرج كتاب الله إلى الناس؟! فكفّ عليه السلام عن الجواب أولاً، فكرّر طلحة السؤال، فقال: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك من أمر القرآن، ألا تظهرهُ للناس؟ فقال: يا طلحة عمداً كففت عن جوابك فأخبرني عمّا كتبه القوم؟ أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله. قال عليه السلام: إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة...(بحار الأنوار ج 92 ص 42 ح 1)
أمّا مصيرُ مصحف الإمام علي (عليه السلام) فتفيد الروايات بأنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قد سلّمه للأئمة من بعده وهم يتداولونه الواحد بعد الآخر لا يُرونه لأحد (بحار الأنوار 92: 42 ح 1). وقد تابع ابن سيرين مصيرَ المصحف في المدينة المنورة فلم يفلح في الحصول عليه، وقد صرّح بخصوصية المصحف بقوله: فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم.( ابن سعد، الطبقات الكبرى ،ج 1 2، ص 101)
أمّا بالنسبة للتفاسير التي تحتوي روايات الإمام علي والأئمة (عليهم السلام) فهناك مجموعة من التفاسير المأثورة مثل تفسير العياشي، لمحمّد بن مسعود العياشي، وهو من فقهاء الشيعة في القرن الرابع الهجري، وتفسير القميّ لعلي بن إبراهيم القمي.
اترك تعليق