القران الكريم لا يتبنى ثقافة السب والشتم.
سَيِّدُ مُصْطَفَى الْحُلُو: السَّبُّ وَالشَّتْمُ ثَقَافَةٌ قُرْآنِيَّةٌ؟
الْأخُ مُصْطَفَى الْمُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
لَيْسَ الْأمْرُ كَمَا ذَهَبْتَ مِنْ كَوْنِ السَّبِّ ثَقَافَةً يَدْعُو لِتَبَنِّيهَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ، بَلْ هُوَ حَالَةُ اسْتِثْنَاءٍ وَفِي مَوَارِدَ مَحْدُودَةٍ جِدّاً، الْهَدَفُ مِنْهَا أمْرَانِ لَا أكْثَرُ:
الْأوَّلُ: بَيَانُ مَدَى بَشَاعَةِ الطَّرَفِ الْآخَرِ وَاسْتِحْقاَقِهِ لِلْمَقْتِ وَالسَّحْقِ الْإجْتِمَاعِيِّ.
الثَّانِي: الرَّدُّ عَلَى الْمَظْلُومِيَّةِ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى باِلنِّسْبَةِ لِحَالَةِ الْمَظْلُومِيَّةِ: (لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً).
فَالسَّبُّ هُوَ جَهْرٌ بِسُوءٍ، وَهُوَ غَيْرُ مَحْبُوبٍ عِنْدَ اللهِ، لَكِنْ تُوجَدُ حَالَةُ اسْتِثْنَاءٍ لِلنُّطْقِ بِهِ وَهِيَ حَالَةُ الْمَظْلُومِيَّةِ، حِينَ لَا يَجِدُ الْمَظْلُومُ مَا يُمْكِنُهُ التَّعْبِيرُ عَنْ مَظْلُومِيَّتِهِ سِوَى سَبِّ الطَّرَفِ الْآخَرِ وَشَتْمِهِ.
وَأمَّا الدَّلِيلُ عَلَى بَيَانِ مَدَى بَشَاعَةِ الطَّرَفِ الْآخَرِ فَلِمَا وَرَدَ فِي الْكَافِي عَنِ النَّبِيِّ (ص): (إذَا رَأيْتُمْ أهْلَ الرَّيْبِ وَالْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ، وَأكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمِ وَالْقَوْلِ فِيهِمْ وَالْوَقِيعَةِ، وَبَاهِتُوهُمْ كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإسْلَامِ وَيَحْذَرَهُمْ النَّاسُ وَلَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ، يَكْتُبُ اللهُ لَكُمْ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ وَيَرْفَعُ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ). كِتَابُ أُصُولِ الْكَافِي ج 2 ص 375 ح 4.
فَالْمَوْضُوعُ لَيْسَ هُوَ أدَباً قُرْآنِيّاً أوْ ثَقَافَةً كَمَا تَقُولُ، بَلْ هُوَ حَالَاتٌ اسْتِثْنَائِيَّةٌ مَحْصُورَةٌ فِي مَوَارِدِهَا، وَالْإسْتِثْنَاءُ لَا يُفِيدُ الْعُمُومَ فِي كُلِّ الْأحَوَالِ.
وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
اترك تعليق