لا تناقض بين آيات القرآن الكريم.
مريم/ لبنان / : كيف يكون القرآن تبيان وبيان لكل شيء وفي الوقت ذاته أنه لا يعلم تأويل الا الله والراسخون في العلم .. من هنا يدعي بعضهم وقع التعارض والتنافي في القرآن.
الأخت مريم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يوجدُ أيُّ تنافٍ أو تناقضٍ بينَ آيات القرآن الكريم ، ولكنّ الجاهلينَ لا يفقهونَ حديثا .لِنعدْ الى سياق كلمات الآية السابعة الشريفة من آل عمران:
"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ (أي من نفس هذ الكتاب) آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ (كيف يتمُّ التمييز ؟ هناك جهتان) فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ (وهناك جهةٌ عالمة به ) وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (فالآيات المحكمة تعرف ضمن السياق القرآني وكذلك الآيات المتشابهة يدلنا القران عمن نأخذها عن الراسخين الذين ) يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ".
النتيجةُ المحكمُ والمتشابهُ الوارد في القران أو في حديث أهل البيت يتمّ تشخيصهُ داخلَ منظومةِ الكتاب والعترة وهو معنى الرواية عن النبيّ صلى الله عليه وآله:
أيّها الناس إنّي قد تركتُ فيكم أمرين لنْ تضلّوا ما إنْ تمسّكتُم بهما كتابَ الله وعترتي أهل بيتي، فإنّ اللطيفَ الخبير قد أخبرني وعهدَ إليّ أنهما لا يفترقان حتى يَرِدا عليّ الحوض.
والسرّ في وجود هذه الآيات المتشابهات في القرآن الكريم هو لأجلِ حفظ مركزيّة القيادة بيدِ حُجَجِه في قيادة الأمة الإسلامية وقطعِ دابرِ المتطفّلين والمندسّين حيثُ جعل مفاتيحَ تفسير القرآن كلّه والهيمنة على مطالبه لمن كانَ راسخاً في العلم ، وهم النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) ، وهذا لا يتنافى والتصريح بأن القرآن تبيانٌ لكل شيء ، فعمومات الأمور من أصولِ الدين وفروعهِ كلّها مبينةٌ في القرآن الكريم ، وأمّا التفاصيلُ فقد أناطَ بيانَها للنبي (صلى الله عليه وآله) كما جاء في قوله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزِّل إليهم ).
ودمتم سالمين
اترك تعليق