الإسلام دين الرحمة ولم يحارب النبي (ص) إلا دفاعا.
حيدر خليل الكوردي: السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته .. هل في القرآن الكريم آيات تدعوا إلى نشر الإسلام بالقوة؟ إن لم تكن هناك آيات تدعوا لنشر الإسلام بالقوة؟ ماذا نسمي الفتوحات الإسلامية؟ ولماذا لم نسمع ولو تصريحا لأهل البيت عليهم السلام ضد هذه الفتوحات بل يوجد دعاء للامام زين العابدين عليه السلام لأهل الثغور!!؟؟
الأخ حيدر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسلام هو دين الرحمة والانسانية والدعوة الى نشر الخير والعدل في الأرض ، وقد جعل من أولويات الدعوة أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن ، يقول تعالى : ( ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )النحل : 125 ، ولم تكن دعوته للدين من خلال القوة مطلقا ، قال تعالى : ( لا إكراه في الدين )البقرة : 256 ، وكل الآيات التي ورد فيها الإذن بالقتال إنما كانت من أجل الدفاع عن النفس وردع الظالمين ، قال تعالى : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } الحج : 39، وقال تعالى : {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة : 190، وحتى الآيات التي ورد فيها القتال مطلقا فهي تقيد بحالة الدفاع وردع المعتدين.
وهكذا كانت سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في كل حروبه وغزواته ، حيث كانت للدفاع وردع المعتدين ، وأما الحروب التي جرت في عصر الخلفاء الذين جاؤا بعده ، والتي سميت بحرب الفتوحات فهي محل إشكال شرعي وكان موقف الأئمة (عليهم السلام) منها واضحا حيث امتنعوا عن المشاركة فيها وما ورد من روايات في هذا الجانب كلها ضعيفة .
وأما دعاء الثغور فهو واضح من كلماته وعباراته أنه يتحدث عن المدافعين عن ثغور الإسلام وليس المهاجمين للناس الآمنين في بلدانهم !!.
ودمتم سالمين
اترك تعليق