العقيدةُ السّفارينيّةُ التي نُظمَت في قصيدةٍ، هل كلّها توافقُ مُعتقداتنا الشيعيّةِ أم تختلفُ عنها؟
السلام عبليكم ورحمة الله وبركاته : العقيدةُ السفارينيّةُ هيَ عبارةٌ عن قصيدةٍ نظمَها محمّدٌ بنُ أحمدَ بنِ سالمٍ بنِ سُليمان السّفاريني، وقد أطلقَ على تلكَ القصيدةِ اسمَ (الدرّةِ المضيّةِ في عقيدةِ أهلِ الفرقةِ المرضيّة) وتقومُ هذه القصيدةُ على تقديمِ العقيدةِ السلفيّةِ الحنبليّةِ على أنّها العقيدةُ الصّحيحةُ للمُسلمين، وهيَ بذلكَ لا علاقةَ لها بمُعتقداتِ الشيعةِ مِن قريبٍ أو بعيد. حيثُ يقولُ في مُقدّمةِ القصيدة: ومِن هُنا نظمتُ لي عقيدةً ... أرجوزةً وجيزةً مُفيدة نظمتُها في سلكِها مقدّمةً ... وستُّ أبوابٍ كذاكَ خاتمة وسمتُها بالدرّةِ المضيّة ... في عقدِ أهلِ الفرقةِ المرضيّة على اعتقادِ ذي السّدادِ الحنبلي ... إمامِ أهلِ الحقِّ ذي القدرِ العليّ وبعدَ ذلكَ يذكرُ مجموعةً منَ الأبياتِ تحتَ عنوانِ ترجيحِ مذهبِ السّلف، ثمَّ يُفصّلُ العقيدةَ على الطريقةِ السّلفيّةِ الحنبليّة، ولو قُمنا بدراستِها تفصيلاً لوجَدنا أنّها تخالفُ معظمَ العقائدِ الشيعيّة، وسوفَ نكتفي ببعضِ الأبياتِ التي تدلُّ على ذلك. يقولُ في موضوعِ الصّفاتِ الإلهيّة فكلُّ مَن أوّلَ في الصّفاتِ ... كذاتِه مِن غيرِ ما إثبات فقد تعدّى واستطالَ واجترى ... وخاضَ في بحرِ الهلاكِ وافترى وهوَ بذلكَ يُقرّرُ عقيدةَ الحشويّةِ في موضوعِ الصّفاتِ وبخاصّةٍ الصّفاتِ الخبريّةِ مثلَ إثباتِ اليدِ والعينِ والوجهِ وغيرِ ذلكَ حيثُ يقول: مِن رحمةٍ ونحوِها كوجهِه ... ويدِه وكلِّ ما مِن نهجِه وعينِه وصفةِ النزولِ ... وخلقِه فاحذَر منَ النزول أمّا في موضوعِ القرآنِ فيعتقدُ بأنّه قديمٌ غيرُ مخلوقٍ على نفسِ طريقةِ أحمدَ بنِ حنبل، بحيثُ يقول: وأنَّ ما جاءَ معَ جبريل ... مِن مُحكمِ القرآنِ والتنزيل كلامُه سبحانَه قديمٌ ... أعي الورى بالنصِّ يا عليم وفي عقيدةِ القضاءِ والقدرِ يقولُ بعقيدةِ الجبرِ الحنبليّةِ حيثُ يقول: أفعالنا مخلوقةٌ للهِ ... لكنّها كسبٌ لنا يا لاهي وكلُّ ما يفعلهُ العباد ... مِن طاعةٍ أو ضدّها مراد ويقولُ أيضاً: وكلُّ ما قدّرَ أو قضاه ... فواقعٌ حتماً كما قضاه أمّا بالنسبةِ للصّحابةِ فهوَ يعتقدُ بفضلِ الخُلفاءِ الثلاثةِ في قوله: وليسَ في الأمّةِ بالتحقيقِ ... في الفضلِ والمعروفِ كالصّديقِ وبعدَه الفاروقُ مِن غيرِ افتراءٍ ... وبعدُه عثمانُ فاترُك المرا وفي المُحصّلةِ ليسَ لهذهِ القصيدةِ وما تحملهُ مِن عقائدَ وأفكارٍ علاقةٌ بمذهبِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام).
اترك تعليق