هل سيؤمنُ اليهودُ والنّصارى بالإمامِ المهديّ (عجّلَ اللهُ فرجَه)؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُه، لا يخفى أنّ الإمامَ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) سيخرجُ ويملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً بعدما مُلئَت ظُلماً وجوراً، ونشرُ العدلِ والقسطِ في أرجاءِ المعمورةِ يلازمُه بسطُ سلطانِه على شرقِ الأرضِ وغربِها. وحيثُ أنّه (صلواتُ اللهِ عليه) يمتلكُ هباتٍ سماويّةً ومؤهّلاتٍ ذاتيّة فمنَ الطبيعيّ أنّه سيؤمنُ به أصحابُ الفِطرِ السويّةِ والقلوبِ النقيّةِ مِن سائرِ الأديانِ والمذاهب. وقد جاءَت رواياتٌ وفيرة: أنّهُ سينزلُ النبيُّ عيسى (عليهِ السلام) ويصلّي خلفَ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجه)، ومنَ الطبيعيّ أنّه سيكونُ له دورٌ مهمّ في هدايةِ النّصارى للإيمانِ بالإمامِ (عليهِ السلام)، ففي بعضِ الروايات: « فينزلُ روحُ اللهِ عيسى بنُ مريم فيصلّي خلفَه [يعني خلفَ الإمامِ المهدي]، وتشرقُ الأرضُ بنورِ ربّها، ويبلغُ سلطانهُ المشرقَ والمغرب » [فرائدُ السمطين ج2 ص312 وغيره]، وفي خبرٍ: « ومِن نسلِ عليٍّ القائمُ المهديّ الذي يبدّلُ الأرضَ غيرَ الأرض، وبهِ يحتجُّ عيسى بنُ مريم على نصارى الرومِ والصين » [بحارُ الأنوار ج52 ص226]، ومعناه أنّ الآياتِ والدلائلِ التي سيظهرُها اللهُ تعالى على يدِ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) ستكونُ بمستوى أن يحتجَّ بها الأنبياءُ مِن أولي العزم (عليهم السلام) على أتباعِهم، وفي روايةٍ عن الإمامِ الباقرِ (عليهِ السلام): « ثمّ تسلِمُ الرومُ على يدِه، فيبني فيهم مسجداً، ويستخلفُ عليهم رجلاً مِن أصحابهِ، ثمّ ينصرف » [بحارُ الأنوار ج52 ص389]. وقد جاءَت بعضُ الرواياتِ حولَ وجودِ هُدنةٍ بينَ الإمامِ وبينَ الرومِ تنتهي بنقضِ الغربيّينَ لها وغدرِهم بالمُسلمين، فتحدثُ معركةٌ وعلى إثرِها تكونُ الانطلاقةُ إلى فتحِ أوروبا. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
اترك تعليق