يقولُ أحدُهم إنَّ تطبيقَ اليقينِ على علمِ اللهِ لا يصحُّ والدليلُ أنَّ اليقينَ ياتي بعدَ الشكِّ وعلمِ الله لا ريبَ فيه، ما صحّةُ هذا الكلام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يوجدُ هكذا ـ أنّ العلمُ بعدَ الشكِّ ـ قيدٌ في تعريفِ اليقين، بل هوَ مُطلقُ القطعِ والجزمِ في اللّغة، وفي المنطقِ هوَ الاعتقادُ الجازمُ المُطابقُ للواقعِ لا عن تقليدٍ، فبقولِهم (الجازم) يخرجُ الظنُّ، وبقولِهم (المُطابقُ للواقع) يخرجُ الجهلُ المُركّب، وبقولِهم (لا عن تقليد) يخرجُ التقليد، فقد يكونُ اعتقاداً جازماً مُطابقاً للواقعِ أيضاً. "إنَّ لليقينِ معنيين: اليقينُ بالمعنى الأعمِّ وهو " مُطلَقُ الاعتقادِ الجازم " واليقينُ بالمعنى الأخصِّ وهو " الاعتقادُ المُطابقُ للواقعِ الذي لا يحتملُ النقيضَ، لا عن تقليدٍ " والمقصودُ باليقينِ هُنا هوَ هذا المعنى الأخير، فلا يشملُ الجهلَ المُركّبَ ولا الظنَّ ولا التقليد وإن كانَ معَه جزم". المنطقُ للشيخِ المُظفر ص 327. ومنَ الواضحِ انطباقُ هذا الوصفِ أعني العلمَ القطعيَّ المُطابقَ للواقعِ لا عن تقليدٍ على علمِ اللهِ تعالى بالأشياء، وعلمُه بها بهذا النحوِ لا يستلزمُ سبقَ الجهلِ عليهِ والعياذُ بالله.
اترك تعليق