ما المقصودُ بالزوجِ في قولِه تعالى : (اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ)؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،أصلُ هذا الخطابِ كانَ موجّهاً إلى سيّدِنا آدم (ع) كما في سورةِ البقرة، الآية: 35، إذ قالَ تعالى: {وَقُلنَا يَا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنهَا رَغَدًا حَيثُ شِئتُمَا وَلَا تَقرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}. والمقصودُ بالزوجِ هُنا هي السيّدةُ حوّاء، لأنّها هيَ المُعبّرُ عنها بالزوجِ في هذا النصّ القرآنيّ الواضحِ والصريح، وذلكَ لأنّ إطلاقَ الزوجِ على المرأةِ إطلاقٌ فصيحٌ صحيح، إذ هو كما يُطلقُ على البعلِ (الرجل) يُطلقُ أيضاً على المرأة، حتّى إنّ بعضَ أهلِ العربيّةِ رفضَ أن يُقالَ للمرأةِ زوجةٌ بالتاءِ المربوطة. وأمّا مَن ذهبَ إلى أنّ الزوجَ هو القرين فقَد استفادَ ذلكَ ممّا ذهبَ إليه بعضُ المُفسّرينَ عندَما عرضوا لقولِه تعالى: {وَزَوَّجنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} أي قرنّاهم بهنَّ مِن قولِه تعالى : (احشروا الذينَ ظلموا وأزواجهم) أي وقرناءَهم. [ينظر كتابُ مُختارِ الصّحاحِ للرازيّ، ومفرداتُ ألفاظِ القرآنِ للرّاغبِ الأصفهانيّ، مادّةُ [زوج]. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق