ارجوا منكم تفسير اية عبس وتولى من كتب المخالفين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءَ في تفسيرِ ابنِ أبي حاتمٍ 10 / 3399 قولهُ تعالى : عبسَ وتولّى أن جاءَهُ الأعمى عَن اِبنِ عبّاسٍ قولُه : عبسَ وتولّى أن جاءَهُ الأعمى قالَ : بينا رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ) يُناجي عُتبةَ بنَ ربيعةَ وأبا جهلٍ بنَ هشامٍ والعبّاسَ بنَ عبدِ المُطّلبِ ، وكانَ يتصدّى لهُم كثيراً ، ويحرصُ عليهِم أن يُؤمِنُوا ، فأقبلَ إليهِ رجلٌ أعمى - يُقالُ لهُ عبدُ اللهِ بنُ أمِّ مكتومٍ يمشِي وهوَ يُناجيهِم فجعلَ اللهَ يستقرئُ النّبيَّ ( صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ) آيةً منَ القُرآنِ ، وقالَ : يا رسولَ اللهِ ، علّمني مِمَّا علّمكَ اللهُ . فأعرضَ عنهُ رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ) وعبسَ في وجهِه ، وتولّى وكرهَ كلامَه ، وأقبلَ على الآخرينَ ، فلمّا قضى رسولُ اللهِ ( صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ) وكلّمَهُ وقالَ لهُ النّبيُّ ( صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ) : ما حاجتُك ؟ هَل تريدُ مِن شيءٍ ؟ وإذا ذهبَ مِن عندِه قالَ : هَل لكَ حاجةٌ في شيءٍ ؟ وذلكَ لمّا أنزلَ اللهُ تعالى: وأمّا مَن إستغنَى فأنتَ لهُ تصدّى وما عليكَ ألّا يزّكى ؟ قولهُ تعالى : لمّا يقضِ ما أمرَه. وقالَ ابنُ كثيرٍ : ذكرَ غيرُ واحدٍ مِنَ المُفسّرينَ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ كانَ يوماً يُخاطبُ بعضَ عُظماءِ قُريشٍ، وقد طَمعَ في إسلامِه، فبينَما هوَ يُخاطبُه ويناجيهِ إذ أقبلَ ابنُ أمِّ مكتومٍ -وكانَ ممَّن أسلمَ قديماً- فجعلَ يسألُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ عَن شيءٍ ويُلحُّ عليهِ، وودَّ النّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أن لَو كفَّ ساعتَهُ تلكَ ليتمكّنَ مِن مُخاطبةِ ذلكَ الرّجلِ؛ طمعاً ورغبةً في هدايتِه. وعَبَسَ في وجهِ اِبنِ أمِّ مكتومٍ وأعرضَ عنهُ، وأقبلَ على الآخرِ، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: (عَبَسَ وَتَوَلَّى) تفسيرُ القرآنِ العظيم 8 / 319 وأنتَ كما ترى فإنَّ هذا التّفسيرَ السّقيمَ طعنٌ ظاهرٌ في شخصِ النّبيّ الأعظمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) كيفَ وقَد عناهُ المولى تباركَ وتعالى (وإنّكَ لعلى خُلقٍ عظيمٍ) ؟!! قالَ شيخُنا الطّوسيّ في التّبيانِ: وهذا فاسدٌ، لأنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه قَد أجلَّ اللهُ قدرَهُ عَن هذهِ الصّفاتِ، وكيفَ يصفُه بالعبوسِ والتّقطيبِ وقَد وصفَهُ بأنّهُ "على خُلقٍ عظيمٍ" وقالَ: "ولَو كُنتَ فظّاً غليظَ القلبِ لانفضّوا مِن حولِك" وكيفَ يُعرضُ عمَّن تقدّمَ وصفُه معَ قولِه تعالى "ولا تطرُدِ الذينَ يدعونَ ربّهم بالغداةِ والعشيّ يُريدونَ وجهَهُ" ومَن عرفَ النّبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وحُسنَ أخلاقِه وما خصّهُ اللهُ تعالى بهِ مِن مكارمِ الأخلاقِ وحُسنِ الصّحبةِ حتّى قيلَ أنّهُ لَم يُصافِح أحداً قط فينزع يدَهُ مِن يدِه حتّى يكونَ ذلكَ الذي ينزعُ يدَهُ مِن يدِه. فمَنْ هذهِ صِفتُه كيفَ يُقطّبُ في وجهِ أعمىً جاءَ يطلبُ السّلامَ، على أنَّ الأنبياءَ مُنزّهونَ عَن مثلِ هذهِ الأخلاقِ لِما في ذلكَ مِنَ التّنفيرِ عَن قبولِ قولِهم، وقالَ قومٌ: إنَّ هذهِ الآياتِ نزلَت في الرّجلِ مِن بني أُميّةَ كانَ واقِفاً معَ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه فلمّا أقبلَ اِبنُ مكتومٍ تنفّرَ منهُ، وجمعَ نفسَهُ وعبسَ في وجهِه فحكى اللهُ تعالى ذلكَ وأنكرَهُ مُعاتبةً على ذلكَ. راجِع تفسيرَ التّبيانِ.
اترك تعليق