ما الفرق بين الآيتين ؟ {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيطَانُ عَنهَا..}{فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطَانُ..}
{فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لَا يَبلَى} [طه : 120] {فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطَانُ لِيُبدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنهُمَا مِن سَوآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَينِ أَو تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ} [الأعراف : 20] {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيطَانُ عَنهَا فَأَخرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلنَا اهبِطُوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة : 36]
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،الفرقُ بينَ قولِه تعالى: (فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطَانُ)، وبينَ قولِه تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيطَانُ)، أنّ الوسوسةَ هيَ الدعاءُ إلى أمرٍ بصوتٍ خفيٍّ، في حينِ أنَّ الزلّةَ هيَ الخطيئةُ والمعصية، ومنَ الواضحِ أنَّ وقوعَ الإنسانِ في الخطيئةِ يكونُ بعدَ وسوسةِ الشيطان، وعليهِ: فإنّ الشيطانَ اللعينَ قد أوهمَ نبيَّ اللهِ آدم (ع) وزوجتَه حوّاء (ع) النصيحةَ لهما حتّى يحملَهما على الوقوعِ في الزلّة، ومـمّا يؤيّدُ أنّ الوسوسةَ تسبقُ الزلّةَ أنّ سورتي الأعرافِ وطه مكّـيّتانِ قد نزلتا قبلَ سورةِ البقرةِ المدنيّةِ. [ينظر: مجمعُ البيانِ للطبرسيّ عندَ تفسيرِ هاتينِ الآيتين]. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق