ما أهميّةُ دراسةِ سيرةِ السيّدةِ فاطمة الزهراء (عليها السّلام) في مُصنّفاتِ العامّة؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،تبرزُ أهمّيّةُ دراسةِ سيرةِ السيّدةِ الزهراءِ (عليها السلام) في مُصنّفاتِ العامّةِ في أمورٍ، نذكرُ مِنها أمرين: الأمرُ الأوّل: إنّ المُخالفينَ وإن كانوا مُتوجّسينَ مِن أهلِ البيتِ (عليهم السلام) بشكلٍ عام، وكانَت السُّلطةُ بيدِهم معَ إيقانِهم بأنَّ أهلَ البيتِ (عليهم السلام) هُم أصحابُ الحقّ، فجاءَت أكثرُ كتاباتِهم لا تعكسُ الواقعَ كما هو، إلّا أنّ طبيعةَ الحقائقِ أنّها تظهرُ شيئاً فشيئاً ولا يمكنُ إعدامُها كُلّيّاً وإن اجتهدوا وحاولوا إخفاءَها وإعدامَها بكلِّ السبلِ والطرق. فكتبُ المُخالفينَ الحديثيّةُ والتاريخيّةُ وغيرُها بشكلٍ عامٍّ وإن لم تكُن مصادرَ نقيّةٍ وموضوعيّةٍ في عرضِ سيّرةِ السيّدةِ فاطمةَ الزّهراء (عليها السلام)، إلّا أنّ فيها أشياءَ كثيرةً يمكنُ الاستفادةُ منها، كأحاديثِ الفضائلِ والمناقبِ التي وردَت عندَهم، فإنّها تبيّنُ مقاماتِ السيّدةِ الزهراءِ (عليها السلام). وقد احتوَت مصادرُ المُخالفينَ على كثيرٍ مِن تفاصيلِ مظلوميّةِ السيّدةِ الزهراءِ (عليها السلام)، لكنّها مُتناثرةٌ في كتبِ الحديثِ والتاريخِ والسيرةِ والتراجمِ وغيرِها، وتحتاجُ لاستقراءٍ واسعٍ في هذهِ المصادرِ لاستخراجِها وتمحيصِها. الأمرُ الثاني: إن جُملةً ممّا وردَ في كتبِ المُخالفينَ ممّا يتعلّقُ بالسيّدةِ الزهراءِ (عليها السلام) يصلحُ للاستشهادِ بها على المُخالفينَ والاحتجاجِ عليهم لمعرفةِ الحقائق؛ إذ إلزامُ الخصومِ ينبغي أن يكونَ مِن كُتبِهم ومصادرِهم. ومِن ذلك: أنّهم رووا عن النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أنّه قالَ: « فاطمةُ بضعةٌ منّي، فمَن آذاها فقد آذاني »، ورووا أيضاً: أنّ فاطمةَ (عليها السلام) ماتَت وهيَ غاضبةٌ على أبي بكر. والنتيجةُ المُترتّبةُ على هاتينِ الروايتينِ واضحٌ، ولوازمُه معلومةٌ أيضاً. فإنّ سيرةَ السيّدةِ الزهراءِ (عليها السلام) وما يتعلّقُ بها في مصادرِ المُخالفينَ فيها أشياء كثيرةٌ تصلحُ للاستشهادِ بها على المُخالفينَ وإلزامِهم بها.
اترك تعليق