ما هوه موقف الزبير في معركة الجمل هل انسحب ولماذا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : لا يَخفى إنَّ الزبيرَ بنَ العوّامِ كانَ منَ الأقطابِ التي جاهدَت في تأليبِ الناسِ على أميرِ المؤمنينَ عليهِ السلام لأغراضٍ سلطويّةٍ حينَ طلبَ الزبيرُ مِن أميرِ المؤمنينَ أن يجعلَهُ عامِلاً له فرفضَ أبو الحسنِ عليهِ السلام طلبَهُ، الأمرُ الذي حملَ الزّبيرَ على الخروجِ في فتنةٍ راحَ ضحيّتَها أكثرَ مِن عشرينَ ألفِ رجلٍ مِن كِلا الطرفين. راجع الفصولُ المهمّة في معرفةِ أحوالِ الأئمة، ص: 1، سيرةُ الإمام علي عليه السلام ج 4 ص5، والمناقبُ الخوارزمي ص156.غيرَ أنَّ الزبيرَ بعدَ أن أدركَ خسارةَ المعركةِ قرّرَ الانسحابَ، فكانَ ابنُ جرموز لهُ بالمرصادِ فقتلَه. ولا شكَّ أنَّ انسحابَ الزبيرِ منَ المعركةِ لا يعني توبتَه، لأنَّ التائبَ عليهِ أن يعترفَ بذنبِه قولاً وفعلاً، وانسحابُه منَ المعركةِ لا يدلّ بالضرورةِ على توبتهِ ، لأنَ الواجبَ يحتّمُ عليهِ أن يقفَ معَ مَن بايعَهُ خليفةً وإماماً لهُ وهوَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلام، وأنْ ينصحَ أتباعَه ويأمرَهم بالعدول عن موقفِهم لكنَّه لم يفعل واكتفى بعدم المشاركةِ في الحرب.
اترك تعليق