وردَ في زيارةِ الإمام السّجاد عليه السلام (السلامُ عليك يا ميزانَ القصاص) ماهو معنى ميزانِ القصاص ؟

:

السلامُ عليكمالأخُ السائلُ الكريم، إنَّ منَ الثابتِ عندَ جميعِ المُسلمينَ أنَّ أميرَ المؤمنين عليّاً بنَ أبي طالبٍ عليهِ السلام هوَ الميزانُ الذي توزنُ بهِ أعمالُ المُسلمينَ قاطبةً يومَ القيامةِ فقد وردَ في زيارةِ إمامِ المُوحّدينَ عليهِ السلام ما هذا لفظُه: (السلامُ عليكَ يا حُجّةَ اللهِ على مَن كفرَ وأناب، السلامُ عليكَ يا إمامَ ذوي الألباب، السلامُ عليكَ يا معدنَ الحكمةِ وفصلَ الخطابِ السلامُ عليكَ يا مَن عندَه علمُ الكتاب، السلامُ عليكَ يا ميزانَ يومِ الحساب، السلامُ عليكَ يا فاصلَ الحُكمِ الناطقَ بالصواب).                                        المزارُ للشهيدِ الأوّلِ (ص16) و بحارُ الأنوارِ - العلّامةُ المجلسي (ج97/ص374) والمرادُ مِن ميزانِ يومِ الحساب، أنَّ قبولَ الأعمالِ يومَ القيامةِ إنّما يكونُ بولايةِ عليٍّ عليهِ السلام، فهوَ الذي يقسمُ بينَ الجنّةِ والنار. وقد رويَ ذلكَ في كُتبِ الفريقينِ، وسأنقلُ لكَ بعضَها مِن كُتبِ العامّة، وأمّا كتبُنا فلا حصرَ لها. فقد روى ابنُ المغازلي: عن عليٍّ عليهِ السلام أنّه قالَ: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم: ((أنتَ قسيمُ النارِ، وإنّكَ تقرعُ بابَ الجنّة، وتدخلُها بغيرِ حساب)).                                                                                     مناقبُ عليٍّ لابنِ المغازلي (ص: 121) وروى أحمدُ في مُسندِه: (حدّثنا عبدُ اللهِ حدّثني أبي ثنا وكيعٌ ثنا الأعمشُ عن عديٍّ بنِ ثابت عن زرٍّ بنِ حبيش عن عليٍّ رضيَ اللهُ عنه قالَ: عهدَ إليَّ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم أنّه لا يُحبُّكَ إلّا مؤمنٌ ولا يُبغِضُك إلّا مُنافقٌ)                                                                                            مُسنَدُ أحمدَ بنِ حنبل (ج1/ص95) وأمّا ما يرجعُ إلى سؤالِ الأخِ الكريمِ فإنَّ هذا المقطعَ الذي ذكرَه السائلُ وان كان حقاً في نفسه غير أنّه ليس موجوداً في مصادرنا الروائية، نعم ذكرَ بعضُ المعاصرينَ هذه العبارةَ ضمنَ زيارة الإمام زينِ العابدين عليه السلام: (السلامُ عليكَ يَا سَفِينَةَ العِلمِ ، السلامُ عليكَ يَا سَكِينَةَ الحِلمِ، السلامُ عليكَ يَا مِيزَانَ القِصَاصَ ، السلامُ عليكَ يَا سَفِينَةَ الخَلاَصِ ، السلامُ عليكَ يَا بَحرَ الندَى).                                                                          ولكي نعرفَ المرادَ مِن جُملةِ (ميزانِ القصاص) علينا أن نُجزّئَ الجُملة: أمّا الميزانُ فواضحٌ، وهوَ ما توزنُ به الأشياءُ فيُعرَفُ مِن خلالِه الوزنُ الحقيقيُّ للأشياء. وأمّا المُرادُ منَ القصاص: فهوَ القَوَدُ، كما وردَ في الصحاحِ في اللغةِ (ج2/ص81) ووردَ في الرواياتِ إطلاقُ القصاصِ على يومِ الجزاء. فيكونُ المرادُ مِن (ميزانِ القصاص) عينَ المُرادِ مِن (ميزانِ يومِ الحساب) التي أطلقَت على جدِّه إمامِ المؤمنينَ عليهم السلام. بمعنى أنَّ المُرادَ مِنها أنَّ الإمامَ زينَ العابدين باعتبارِه إمامَ زمانِه صلواتُ اللهِ عليهِ فيكونُ ميزاناً تُوزَنُ بهِ أعمالُ أهلِ زمانِه، فمَن والاهُ ثقلَت موازينُه و سعدَ ونجى، ومَن عاداهُ خفَّت موازينُه وهلكَ وشقى.