أين كان الحسنان (ع) عند ضربة أمير المؤمنين؟

يوجد تعارض في الجواب بين السؤالين مفاده. في جواب سؤال السائل عن نداء تهدمت و الله أركان الهدى ذكرتم ان الرواية الصحيحة ان أمير المؤمنين ع قد اذن لصلاة الفجر..... و قد صلى فضربه اللعين ابن ملجم بينما في جوابكم ذكرتم انه كان يصلي النافلة و ضرب فيها

: الشيخ عباس الجشعمي

أخي السّائلُ الكريم، لا يوجدُ أيُّ تناقضٍ بينَ الجوابين، فإنَّ إشكالَكم ينحلُّ لو عَلِمتم أنَّ نافلةَ الفجرِ إنّما تُصلّى بعدَ أذانِ الفجر، قبلَ صلاةِ الصُّبح، وعليهِ فالإمامُ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلام قد أذّنَ للفجرِ ثمَّ أخذَ يُصلّي نافلةَ الفجرِ قبلَ أدائِه لصلاةِ الصُّبح فقامَ اللعينُ ابنُ ملجم فبادرَهُ بالضربةِ أثناءَ أدائِه لنافلةِ الفجر، ثمَّ حُمِلَ عليهِ السلام إلى دارِه فصلّى الصّبحَ بالإيماءِ وصلّى الإمامُ الحسنُ عليهِ السلام جماعةً في المسجدِ مكانَ أبيه صلواتُ اللهِ عليهما.

ولكي تتمَّ الفائدةُ سأذكرُ لكُم نصَّ الجوابِ السابق، الذي كانَ جواباً لسؤالٍ مفادُه –أينَ كانَ الحسنُ والحُسين عليهما السلام حينَ ضُربَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلام في مِحرابه- ونصُّ الجوابِ ما يلي: (تقولُ الرِّواياتُ أنَّهمَا كانا فِي البيتِ ولم يكونَا قَد خرجَا بعدُ لمسجدِ الكوفةِ؛ وأنَّ الإمامَ أميرَ المؤمنينَ (عليهِ السَّلامُ) كانَ قَد خرجَ مُبكِّراً للمسجدِ لأداءِ النّوافلِ، وحينَ بدأَ الإمامُ (عليهِ السَّلامُ) بأداءِ نوافلِهِ تقدَّمَ اللّعينُ ابنُ ملجمٍ وضربَهُ على رأسِهِ منَ الخلفِ، ولم يكُن يجرؤُ هذا اللّعينُ على انتظارِ صلاةِ الفجرِ وحضورِ الحسنينِ (عليهمَا السَّلام) وبقيَّةَ أصحابِ الإمامِ (عليهِ السَّلام) حتَّى يُنفِّذَ جريمتَهُ لأنَّهُ كانَ يتوقَعُ أنَّهُ سيقومُ بهَا خلسةً ويُفلِتُ منَ العِقاب.

وقَد أدَّى صلاةَ الفجرِ جماعةً الإمامُ الحسنُ (عليهِ السَّلامُ) بدلَ أبيهِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السَّلامُ)، الذي أدَّاهَا فِي بيتِهِ جالِساً عن إيماء).

ودُمتَ مُوفّقاً.