صياغة القران الكريم
"السلام عليكم ورحمة الله سؤال من فضلكم : هل آيات القرآن الكريم التي حكاها الله تعالى عن انبياءه وعن ابليس وغيرهم ،كانت بنفس اللفظ الموجود في القرآن الكريم ام هي صياغة بلفظ آخر عن الله يدل على نفس المعنى ؟"
الجوابُ:
كلُّ ما جاءَ في القرآنِ الكريم على لسانِ غيرِ اللهِ تعالى مُطابقٌ لِما صدرَ عَنهم في الحقيقةِ والواقع، ولا يتوقّفُ التطابقُ في المعنى على التطابقِ في اللّغةِ والصّياغة، فاللهُ هوَ العالمُ بأقوالِهم والشاهدُ على أفعالِهم وقد أخبرَنا بذلكَ عن طريقِ كتابِه المُنزَلِ على النبيّ مُحمّدٍ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، وبذلكَ تكونُ آياتُ القرآنِ مُعبّرةً عمّا وقعَ بالفعل ولكن بلسانٍ عربيٍّ مُبين، فالمؤكّدُ أنَّ لسانَ الأنبياءِ السّابقينَ لم يكُن العربيّة، فحتّى لو كانَت العربيةُ غيرَ خافيةٍ على الأنبياءِ إلّا أنّها كانَت خافيةً على أقوامِهم، وعليهِ فإنَّ لسانَ التفاهمِ بينَ الأنبياءِ وبينَ أقوامِهم كانَت باللغةِ الشائعةِ في أزمانِهم، فمثلاً قولُ إبراهيم عليهِ السلام لآزرَ في قولِه تعالى: (وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَومَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) فليسَ هناكَ ما يُؤكّدُ أنَّ آزرَ كانَ يعرفُ العربيّةَ حتّى يكونَ خطابُ إبراهيم له بنفسِ تلكَ العبارات، وإنّما خاطبَه بنفسِ هذا المعنى ولكن باللغةِ التي يفهمُها، والذي يؤكّدُ هذا الأمرَ ما جاءَ أيضاً على لسانِ الحيواناتِ مثلَما جاءَ على لسانِ الهُدهُد في قولِه تعالى: (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَم تُحِط بِهِ وَجِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)، وما جاءَ على لسانِ النملِ في قولِه تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا أَتَوا عَلَىٰ وَادِ النَّملِ قَالَت نَملَةٌ يَا أَيُّهَا النَّملُ ادخُلُوا مَسَاكِنَكُم لَا يَحطِمَنَّكُم سُلَيمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُم لَا يَشعُرُونَ) فمنَ المؤكّدِ أنَّ تلكَ المعاني صدرَت عن الهُدهدِ ومنَ النملِ بالطريقةِ التي يفهمُها سُليمان ولم يفهَمها أحدٌ غيرُه، واللهُ سبحانَه وتعالى هوَ الذي أخبرَنا بذلك.
اترك تعليق