ما هو ردكم على الخطيب البحريني (الجمري) في وصفه للمراقد المقدسة في كربلاء بالدكاكين؟
حسام علي حسن: ما هو ردكم على عبد المحسن الجمري البحريني الذي نشر كلامه على مواقع التواصل الاجتماعي حول المراقد في كربلاء التي يصفها بدكاكين.
نقول في الرد على مثل هذا الكلام غير المسؤول والجاهل:
ليس من المعيب أن يكون الإنسان جاهلاً فكل الناس يولدون جاهلين من بطون أمهاتهم، لكن المعيب هو أن يبقى الإنسان مصراً على جهله ولا يتعلم، يقول الإمام علي (عليه السلام):
قيمة المرء ما قد كان يحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء
فقم بعلم ولا تطلب به بدلا
فالناس موتى وأهل العلم أحياء.
وما ذكره هذا الرجل هو ثلاثة أمور:
الأمر الأول: التشكيك بنسبة هذه المراقد والمعالم في كربلاء إلى أهلها.
وفي الجواب نقول: لقد تعاهد متابعة هذه المراقد والمعالم العظيمة وإثبات نسبتها لأهلها على مرِّ التأريخ والقرون، حتى اشتهرت هذه النسبة بشكل لا مثيل له، المراجع والعلماء والفقهاء والمؤرخون والكتّاب من مختلف صنوف العلوم والمعارف، وكانت محطة عناية الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وزيارتهم ومحل اهتمام الملوك والزعماء والناس والمحبين لأهل البيت (عليهم السلام) بشكل لا نظير له.
وتكفينا هنا الشهرة المتقدمة في نسبة هذه الأماكن والمراقد والمعالم لأهلها، فضلاً عن المصادر والوقائع والقرائن الأخرى الكثيرة التي تثبت ذلك، ومستند الشهرة معمول به فقهياً في الكثير من المسائل كالنسب، والموت، والملك المطلق، والوقف، والنكاح، والولاية، والولاء، والعتق، فلو اشتهر بين الناس بأن هذه الدار لفلان فهي تثبت له, أو شهدوا بأن هذا المكان وقفُ فهو يثبت الوقفية، وإلا -كما يقول العلامة الحلي في تحرير الأحكام ج5 ص 262- لو لم نثبت الوقفية بالشهرة لبطلت الوقوف على تطاول الأزمنة، لتعذر بقاء الشهود.
الأمر الثاني: الذي ذكره هذا الرجل أنه قال إن هذه المعالم في كربلاء دكاكين.
نقول: ثبت الحث الكبير عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في زيارة كربلاء ومرقد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، إلى درجة كاد يفتي بعض الفقهاء بوجوب الزيارة لما رآه من الحث عليها، فلا ندري هل يريد هذا الرجل منع الناس والمؤمنين عن زيارة مراقد أئمتهم ومعالم الفخر في تاريخهم, أم يريد منعهم عن رفد هذه المراقد بأموالهم وعطاءاتهم !!
الأمر الثالث: الذي ذكره أنه قال إن ما يجري في كربلاء تمثيليات.
نقول له: شعائر الحسين (عليه السلام) على مرِّ التأريخ هي محط اهتمام مختلف الناس من القوميات والمذاهب وأهل الفكر والعطاء الفكري، وقد اختلف الناس في التعبير عن حزنهم وانشدادهم لكربلاء وواقعة الطف بمختلف صنوف العطاء والولاء، فكان هناك الشعر، وكانت المسرحية، وكان النثر، وكانت المواكب، وكانت المجالس، وكان الرسم، وكان التمثيل للواقعة، وكان الفيلم السينمائي، وكان كل شيء يخدم في تقديم الواقعة للناس بمختلف الفنون والصنوف المباحة, ولن يتوقف عطاء الناس وانشدادهم لكربلاء مادامت الأرض والسماء، وستبقى كربلاء نبراساً يضيء للأحرار دربهم, وكل كلام يريد إيقاف كربلاء وعطائها ومسيرتها سيكون هباء منثوراً.
قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [سورة الرعد 17].
اترك تعليق