لماذا نُسمّي الطاقةَ مادّةً خصوصاً وأنّ الطاقةَ غيرُ مرئيّةٍ بحدّ ذاتِها ؟

 لماذا نُسمّي الطاقةَ مادّةً خصوصاً وأنّ الطاقةَ غيرُ مرئيّةٍ بحدّ ذاتِها على عكسِ المادةِ التي لها شكلٌ محدَّدٌ وكتلةٌ ووزن؟

: اللجنة العلمية

أولاً : إنّ الكثيرَ من أصنافِ الطاقةِ مرئيٌ بالعينِ المجرّدة كالطاقة الضوئية والطاقة النووية، نعم جسيماتُها المتناهيةُ في الصِغَر المسمّات علمياً بــ ( الفوتونات )  لا تُرى بالعينِ المجرّدة .

ثانياً : لقد بيّنَتْ نسبيّةُ انشتاين أنّ المادةَ والطاقةَ هما وجهانِ لِعُملةٍ واحدة .

فالمادةُ هي ما كانَتْ لها كتلةٌ وتشغلُ حيّزاً من الفراغ، وتتكوّنُ من جسيماتٍ متناهيةٍ في الصغرِ تُسمّى بالذرات .

أمّا الطاقةُ، فليسَ لها تعريفٌ دقيقٌ، والسّببُ في ذلك يعودُ الى تعدّدِ أنواعِها واختلافِ خواصِّها فهنالكَ الطاقة الحراريةُ والطاقةُ الحركيّةُ والطاقةُ الكيمياويةُ والطاقةُ النوويّةُ ... الخ .ولكُلِّ واحدةٍ من هذه الطاقاتِ خصائصُها التي تتميّزُ بها عن غيرها .

والآن ما هيَ العلاقةُ بينَ الطاقةِ والمادة ؟.

إنّ الطاقةَ ( غيرَ النوويةِ ) تساوي حاصلَ ضربِ نصفِ كتلةِ المادّةِ مع مُربعِ سُرعتها، يعني هكذا :

الطاقةُ = نصفَ كتلةِ المادةِ × مربعِ سرعةِ نفس تلك المادة .

وهيَ تشبَهُ معادلةَ نسبيةِ انشتاين التي تقول إنّ الطاقةَ الضوئيّةَ المتحررةَ مِنْ كُلّ مادةٍ تساوي كتلةَ المادةِ مضروبةً معَ مربّعِ سرعة الضوء ، يعني هكذا :

الطاقةُ النوويةُ = كتلةَ المادة × مربعِ سرعة الضوء .

من خلالِ ذلكَ نفهمُ أنّ الطاقةَ ناتجةٌ عن المادةِ، وعليهِ يُمكنُنا أن نسألَ السؤالَ التاليَ :

ما حقيقةُ الطّاقةِ ؟، إنّ المعادلتينِ المذكورتينِ بَيّنَتا مقدارَ الطاقةِ وليسَت حقيقَتَها، والآن نُريدُ التّعرّفَ على ماهيّةِ الطاقة، فهلِ الطاقةُ المتحرّرةُ عن المادةِ تُمثّلُ حالةً منَ التحوّلِ عن العالمِ المادّي الى العالم اللامادي أم أنّها أي الطاقةُ لم تزلْ في حدودِ عالمِ المادة ؟.

إنْ قُلتُم هوَ تحوّلٌ وخروجٌ من عالمِ المادّةِ الى عالمِ اللامادة ، قُلنا لكم أنّكم لا تؤمنونَ بما وراءَ المادةِ وعليهِ يجبُ عليكُم إمّا ألاّ تؤمنوا بشيءٍ اسمهُ طاقة أو أن تؤمنوا بما وراءَ المادة .

وإنْ قُلتُم بأنّ الطاقةَ الناتجةَ عن المادةِ لم تزلْ على ماديّتِها كما هوَ الحقُّ ، قُلنا إذن التعبيرُ عن الطاقةِ بالمادةِ او بالعكسِ لا غضاضةَ فيه .

والصحيحُ أنّ الطاقةَ لا يُمكنُ أنْ نَتعقّلَها ما لم تكنْ لها جسيماتٌ ماديّةٌ تَحمِلها بل ذهبَ العلماءُ الى أبعدَ من ذلك، حيثُ ذهبوا الى تكميمِ القوّةِ كقوّة جاذبيةٍ وهوَ ما يُسمّى بالجاذبيةِ الكموميّة .

فالجاذبيةُ الكموميّة : هيَ المحاولةُ النظريةُ لتكميمِ الجاذبيةِ، أي أنّ الجاذبيةَ تخضعُ لتفسيراتِ الميكانيك الكمومي على المستوى الميكروسكوبي (المجهري). النظريةُ تفترضُ عموماً وجودَ جسيمٍ نظري، هو "الغرافيتون Graviton"، وهوَ جسيمٌ افتراضيٌّ ينقلُ قوّةَ الجاذبيّة .