عودةُ المسيحِ عيسى (ع) معَ الإمامِ المهدي(عج)

 وردَ في القرآنِ كما في الإنجيليّينَ أنَّ عيسى قد أرسلَ إلى اليهود. إذا عادَ بعدَ محمّدٍ (صلّى اللهُ عليهِ وسلّم) فمَن سيُخاطب؟ للعالمِ كلّه؟ أم لليهود؟ بأيّ كتابٍ سينجزُ مُهمّتُه الثانية؟ القرآنُ أم الإنجيل؟ مِن فضلِكم نرجو مِنكم جوابًا صافياً

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجوابُ:

عودةُ المسيحِ عيسى (عليهِ السلام) معَ الإمامِ المهدي مِنَ الأمورِ التي استفاضَت بها الأخبارِ وأجمعَت حولَها جميعُ الطوائفِ والمذاهب، ففي الروايةِ عن رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أنّه قال: (عيسى بنُ مريم ينزلُ منَ السماءِ ويكونُ معَ المهدي مِن ذُريّتي فإذا ظهرَ فاعرفوه فإنّه مربوعُ القامّةِ حلكٌ سوادُ الشعر ...). وقد بيّنَتِ الأحاديثُ والأخبارُ أنَّ عيسى يكونُ نصيراً للإمامِ المهدي ومُقتدياً به؛ لأنَّ رسالةَ الإسلامِ نسخَت جميعَ الرسالاتِ السّابقة، وعليهِ لا يأتي بدينِ اليهودِ والنصارى وإنّما يأتي بدين الإسلام الذي جاء به النبيّ محمّدٌ (صلّى اللهُ عليهِ وآله)، فعَن أميرِ المؤمنين (عليهِ السلام) أنّه قالَ: (ويدخلُ المهديُّ (عليهِ السلام) بيتَ المَقدِس، ويصلّي بالناسِ إماماً، فإذا كانَ يومُ الجُمعةِ وقد أقيمَت الصّلاةُ نزلَ عيسى بنُ مريم (عليهِ السلام ) بثوبينِ مُشرقينَ حُمر كأنّما يقطرُ مِن رأسِه الدّهنُ رجلَ الشعرِ صبيحَ الوجهِ أشبهَ خلقِ اللهِ عزَّ وجلّ بأبيكم إبراهيم خليلِ الرحمن (عليهِ السلام ) فيلتفتُ المهديّ فينظرُ عيسى (عليهِ السلام ) فيقولُ لعيسى: يا بنَ البتولِ صلِّ بالناسِ فيقول: لكَ أقيمَت الصلاةُ فيتقدّمُ المهديّ (عليهِ السلام) فيصلّي بالناسِ ويصلّي عيسى (عليهِ السلام ) خلفَه ويبايعه)، وفي (عيونِ المُعجزات) عن رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) أنّه أخبرَ الأمّةَ بخروجِ المهديّ خاتمِ الأئمّةِ (عليهم السلام) الذي يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئَت ظُلماً وجوراً وأنَّ عيسى (عليهِ السلام ) ينزلُ عليه في وقتِ خروجِه وظهورِه ويصلّي خلفَه).

وصرّحَت روايةٌ أخرى بأنَّ عيسى يكونُ على دينِ الإسلام وهيَ قولُ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله): (إنَّ الأنبياءَ إخوةٌ لعلّات، دينُهم واحدٌ وأمّهاتُهم شتّى. أولاهُم بي عيسى بنِ مريم، ليسَ بيني وبينَه رسول، وإنّه لنازلٌ فيكم فاعرفوه، رجلٌ مربوعُ الخلق، إلى البياضِ والحُمرة. يقتلُ الخنزيرَ ويكسرُ الصليبَ ويضعُ الجزيةَ. ولا يقبلُ غيرَ الإسلام، وتكونُ الدعوةُ واحدةً للهِ ربِّ العالمين).

"