علّةُ سدِّ الأبوابِ إلّا بابَ عليّ (ع) ؟

سؤالٌ: هل النبيُّ يشهّرُ بالزّهراءِ رضيَ اللهُ عنها بأنّها تُجامَعُ في بيتِ اللهِ المسجدِ النبويّ! كما روى ذلكَ الحرُّ العامليّ في وسائلِ الشيعة / ـ بابُ تحريمِ الجماعِ والإنزالِ في المسجدِ لغيرِ المعصوم. 154 [ 25569 ] 1 ـ محمّدُ بنُ عليٍّ بنِ الحسين قالَ : قالَ النبيّ ( صلّى اللهُ عليهِ وآله ) : لا يحلُّ لأحدٍ أن يُجنبُ في هذا المسجدِ إلّا أنا وعليٌّ وفاطمةُ والحسنُ والحُسين ، ومَن كانَ مِن أهلي فإنّهُ مِنّي .

: السيد علي المشعشعي

الجوابُ:

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم،

هذا الحديثُ الذي اتّفقَ الفريقانِ على روايتِه وقعَ علّةً لسدِّ الأبوابِ الشارعةِ في المسجدِ إلّا بابَ عليٍّ –عليهِ السلام- كما في حديثِ (سُدُّوا الأَبوَابَ الشَّارِعَةَ فِي الْمَسجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ) (1)

فالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وآله- لَم يَأْذَن لِأَحَدٍ أَن يَمُرّ فِي المَسجِد وَهُوَ جُنب أو يقربَ النساءَ أو يبيتَ فيه جُنباً إلّا لِعَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب وأهلِ بَيتِه.

وهذه الأخبارُ كما ترى تدلُّ على جوازِ لبثِه (عليهِ السلام) في المسجدِ جُنباً كالنبيّ -صلّى اللهُ عليهِ وآله- وجوازِ نكاحِه فيه وهيَ مُختصّةٌ بمَن كانَ طاهراً طيّباً بنصِّ آيةِ التطهير بمعنى أنّهُ لا يلحقُ الإمامَ خبثُ الجنابة .

وأمّا أنَّ النبيَّ يُشهّرُ بفاطمة (ع) فهذا فهمٌ سقيمٌ للنصِّ وتأويلٌ بعيد فإنَّ هذا حُكمٌ شرعيٌّ خاصٌّ للنبيّ وأهلِ بيتِه بالجوازِ ولا يلزمُ منه أنّهم كانوا يطبّقونَهُ حتّى يُقالَ يشهّرُ بهم ولكِن هوَ بيانٌ لمعنى العصمةِ الواقعةِ في آيةِ التطهير.

إذَن: هوَ في مقامِ بيانِ الحُكمِ الشرعيّ الخاصِّ بالنبيّ وأهلِ بيتِه وليسَ في مقامِ الإخبارِ بأنّه وقعَ تجامعٌ في المسجدِ النبويّ!

ولو إنّا تصفَّحنا كتبَ مُخالفينا العامّة لوجَدنا أنّهم ينسبونَ لأزواجِ النبيّ ما يندا له الجبينُ -نذكرُ مِنها على سبيلِ المثالِ لا الحصر-:

1 _ 《دخلَ الأسودُ ومسروقٌ على عائشة، فقالا : أكانَ رسولُ الله يباشرُ (يجامعُ) وهوَ صائم ؟؟

قالَت : كانَ يفعلُ وكانَ أملكَكُم لإربِه -العضو الذكري- 》(٢).

2 _ 《 وکانَت عائشه ـ ترى أنَّ إرضاعَ الکبيرِ يُحرّمُه، وأرضعَت غُلاماً فعلاً، وکانَ يدخلُ عليها، وأنکرَت بقيّةُ أمّهاتِ المؤمنينَ ذلک. 》(٣).

3 _ عن أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرّحمن قالَ :《 دخلتُ على عائشة أنا وأخوها منَ الرّضاعةِ فسألها عن غُسلِ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم منَ الجنابة ؟ فدعَت بإناءٍ قدرَ الصّاع فاغتسلَت وبينَنا وبينَها سترٌ وأفرغَت على رأسِها ثلاثاً قالَ وكانَ أزواجُ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم يأخذنَ مِن رءوسهنَّ حتّى تكونَ كالوفرة 》(٤).

قلتُ: هذا يقتضي أن لا وجودَ لسترٍ لأنَّ السترَ يمنعُ الرؤية!!

والحمدُ للهِ أوّلاً وآخراً..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- مسندُ أحمد ج32ص41 رَقمُ اَلحَدِيثِ: (19287). - فضائلُ الصحابة ج2ص581 رَقمُ اَلحَدِيثِ: (985). - السّننُ الكُبرى ج7ص423 رَقمُ اَلحَدِيثِ: (8369). - خصائصُ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ بنِ أبي طالب ص٩٦ رَقمُ اَلحَدِيثِ: (5٩).

2- صحيحُ ابنِ ماجه للألبانيّ ج1ص282 رقمُ الحديث: (1368).

3- فتحُ المُنعِم شرحُ صحيحِ مُسلم ج5 ص622 .

4- صحيحُ مُسلِم ، كتابُ الحيض ، ص٢٥٦ رقمُ الحديث: ٣٢٠