1902. "ما معنى إيتاء إبراهيم (ع) رشده؟

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

اَلجَوَابُ: معنى إيتاءِ إبراهيمَ (رُشدَه) أي الحُججُ والبيّناتُ ما يُوصلهُ إلى معرفةِ اللهِ وتوحيدِه والرّشدُ هُنا هوَ الحقُّ الذي يُؤدّي إلى النفعِ يدعو إليه ونقيضُه الغي.

وقد حكى اللهُ عزَّ وجل قولَ إبراهيمَ لقومِه وأبيه (إِذ قَالَ لأَبِيهِ وَقَومِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُم لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ).

يقولُ السيّدُ الطبطبائيّ في تفسيرِه: الرشدُ اهتداؤه الفطريُّ التامّ إلى التوحيدِ وسائرِ المعارفِ الحَقّةِ وإضافةُ الرّشدِ إلى الضميرِ الراجعِ إلى إبراهيم تفيدُ الاختصاصَ وتُعطي معنى اللياقةِ ويؤيّدُ ذلكَ قولهُ بعدَه: "وكُنّا بهِ عالمين" وهوَ كنايةٌ عن العلمِ بخصوصيّةِ حالِه ومبلغِ استعدادِه (1).

ويقولُ الشيخُ ناصِر مكارِم الشيرازي في تفسيرِه: «الرّشدُ» منَ المُمكنِ أن يكونَ هُنا إشارةً إلى حقيقةِ التوحيد، وأنَّ إبراهيمَ عرفَها واطّلعَ عليها منذُ سِنيّ الطفولة (2).

وأمّا أئمّةُ التفسيرِ مِن مُخالفينا فقد ذكروا لمعنى الآيةِ وجهان: 

أحدُهما: رُشده: النبوّةُ، حكاهُ ابنُ عيسى. 

الثاني: هوَ أن هداهُ صغيراً ، قالَه مُجاهدُ ، وقتادة (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- تفسيرُ الميزان ج14ص158. 

2- تفسيرُ الأمثل ج10ص183.

3- النكتُ والعيونُ للمواوردي ج3ص450