هل يعد الوهم والشك من أقسام العلم التصوري؟

إنَّ الوهمَ والشكَّ منَ العلمِ التصوّريّ، لأنَّ المناطقةَ والفلاسفةَ يقسّمونَ العلمَ إلى علمٍ تصوّريٍّ وعلمٍ تصديقي.

فالعِلمُ التصوّريُّ هوَ العلمُ الذي لا يشتملُ على حُكمٍ مثلَ الصورةِ الإدراكيّةِ لـ "الإنسان" مُجرّداً، لـ "الفرسِ" وحدِه، أو لـ "الشّجرِ" وحدِه.

أمّا العلمُ التصديقيُّ فهوَ العلمُ المُشتمِلُ على حُكمٍ، مثلَ الصورةِ الإدراكيّةِ للجُملةِ القائلة: "الأربعةُ أكبرُ منَ الثلاثة" "اليومُ يأتي بعدَ الأمس"، "الإنسانُ موجودٌ"، "الشجرُ موجود". (أسسُ الفلسفةِ للعلّامةِ الطباطبائيّ ج1/ 176).

وأمّا الوهمُ والشكُّ فهُما مِن أقسامِ العِلمِ التصوّريّ لا التصديقيّ لخلوّهِما منَ الحُكمِ والتّصديق.

ولذلكَ قالَ ابنُ سينا: (كلُّ عِلمٍ فإنّهُ إمّا تصوّرٌ وإمّا تصديق، وربّما كانَ التصوّرُ بلا تصديق، مثلَ مَن يتصوّرُ قولَ القائل: إنَّ الخلاءَ موجودٌ ولا يُصدّقُ به، ومثلَما يُتصوّرُ معنى الإنسانِ وليسَ لهُ فيهِ ولا في أيّ شيءٍ منَ المُفرداتِ تصديقٌ ولا تكذيب). (تدعيمُ المنطقِ لأبي الفداءِ سعيد فودة ص: 76).

وخُلاصةُ ما يمكنُ القولُ به أنَّ التصوّرَ هوَ: إدراكُ النّسبةِ على وجهِ الشكِّ والوهم أي مِن دونِ حُكم.

وأمّا التصديقُ فهوَ: إدراكُ النسبةِ على وجهِ اليقينِ أو الظنِّ أي معَ الحُكم.

وعليهِ فالشكُّ والوهمُ منَ العِلمِ التصوّريّ فحَسب لخلّوهِ عَن الحُكمِ كما قُلنا.

ودُمتَ مُوفّقاً.