لماذا أنتم شيعة ولستم مسلمين ؟!

لماذا بدلاً أن تقولوا أنا مسلمٌ تقولونَ أنا شيعيٌّ عِلماً أنَّ القرآنَ سمّانا مُسلمين، أليسَ هذا اختراع مِنكم ويُسبّبُ تفرقةَ المُسلمين ؟

: الشيخ عباس الجشعمي

الجوابُ:

أخي العزيز:

أوّلاً: نحنُ نقولُ أنّنا مُسلمون، وهذا واقعُ حالِنا، فالشيعةُ منَ المُسلمينَ يقيناً.

ثانياً: ما الضيرُ في أن نقولَ نحنُ شيعةٌ، كما يقولُ الحنبليُّ أنا حنبليّ، والحنفيُّ والمالكيُّ والشافعيُّ كذلك، لماذا لا يتسبّبُ الشافعيُّ بقولِه أنا شافعيّ، بالتفرقةِ بينَ المُسلمين، والشيعيُّ حينَما يقولُ أنا شيعيٌّ يُسبّبُ التفرقة؟؟؟

ثالثاً: كثيراً ما يقعُ السؤالُ عن المذهبِ منَ الأخوةِ السنّة، وحينَما نجيبُهم بأنّنا مُسلمونَ وكفى، يصرّونَ على معرفةِ المذهبِ الذي ننتمي إليه، فنجيبُهم بأنّنا شيعة.

رابعاً: إنَّ التشيّعَ يعني الاتّباعَ وهوَ واردٌ في القرآنِ حيثُ اعتبرَ إبراهيمَ الخليل مِن شيعةِ نبيّ اللهِ نوح، قالَ تعالى: (سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي العَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُؤمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغرَقنَا الآخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإٍبرَاهِيمَ). ( الصافّات: 80-83).

وقد سمّى اللهُ تعالى أتباعَ موسى عليهِ السلام بالشيعة، قالَ تعالى: (وَدَخَلَ المَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفلَةٍ مِّن أَهلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَينِ يَقتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِن عَدُوِّهِ فَاستَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِن عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيهِ). (القصص: 16).

خامساً: إنَّ كلمةَ الشيعةِ ليسَ مُخترعةً مِن قبلِنا فأحاديثُ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله نصَّت على ذلك.

1ـ روى الطبريُّ قالَ: حدّثنا ابنُ حميد ، قالَ : ثنا عيسى بنُ فرقد ، عن أبي الجارود ، عن محمّدٍ بنِ علي: { أولئكَ هُم خيرُ البريّة } فقالَ النبيّ ( ص ) : أنتَ يا عليُّ وشيعتُك. (تفسيرُ الطبري: 30 / 335).

2. روى الحاكمُ قالَ: ( حدّثنا ) أبو بكرٍ محمّدُ بنُ حيويه بنِ المؤمّلِ الهمداني ثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ عباد نا عبدُ الرزّاقِ بنِ همام حدّثني أبي عن ميناءَ بنِ أبي ميناء مولى عبدِ الرّحمنِ بنِ عوف قالَ خُذوا عنّي قبلَ أن تُشابَ الأحاديثُ بالأباطيل سمعتُ رسولَ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله يقول أنا الشجرةُ وفاطمةُ فرعُها وعليٌّ لقاحُها والحسنُ والحُسين ثمرتُها وشيعتُنا ورقُها وأصلُ الشجرةِ في جنّةِ عدنٍ وسائرُ ذلكَ في سائرِ الجنّة.

قالَ الحاكم: هذا متنٌ شاذٌّ وإن كانَ كذلكَ فإنَّ إسحاقَ الدبري صدوقٌ وعبدُ الرزّاقِ وأبوه وجدُّه ثقاتٌ وميناءُ مولى عبدِ الرّحمنِ بنِ عوف قد أدركَ النبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم وسمعَ منه واللهُ أعلم. (المُستدرَكُ على الصّحيحينِ للحاكم: 3 / 160).

3. روى الطبرانيُّ قال: حدّثنا عليٌّ بنُ سعيدٍ الرّازي قالَ نا محمّدٌ بنُ عبيدِ المحاربي قالَ نا عبدُ الكريمِ أبو يعفور عن جابرٍ عن أبي الطفيلِ عن عبدِ اللهِ بنِ نجي أنَّ عليّاً أتى يومَ البصرةِ بذهبٍ أو فضّةٍ فنكتَه وقالَ اِبيضّي واِصفرّي وغُرّي غيري غُرّي أهلَ الشامِ غداً إذا ظهروا عليكِ فشقَّ قولهُ ذلكَ على الناسِ فذكرَ ذلكَ له فأذّنَ في الناسِ فدخلوا عليهِ فقالَ إنَّ خليلي صلّى اللهُ عليهِ و سلّم قالَ يا عليّ إنّكَ ستقدمُ على اللهِ وشيعتُك راضينَ مرضيّينَ ويقدمُ عليهِ عدوّكَ غضابٌ مُقمحين ثمَّ جمعَ عليٌّ يدَه إلى عُنقِه يريهم كيفَ الإقماح. المُعجمُ الأوسط (4/ 187).

4. روى الثعلبيّ قالَ: أخبرَنا أبو منصورٍ الجمشاذيّ ، قالَ : حدّثني أبو عبدِ الله الحافظ ، حدّثني أبو بكرٍ بنُ مالك ، حدّثنا محمّدُ بنُ يونس ، حدّثنا عبيدُ اللهِ بنُ عائشة ، حدّثنا إسماعيلُ بنُ عمرو ، عن عُمرَ بنِ موسى ، عن زيدِ بنِ عليٍّ بنِ حُسين ، عن أبيه ، عن جدِّه عليٍّ بنِ أبي طالب ح ، قالَ : ( شكوتُ إلى رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم حسدَ النّاسِ لي ) . فقالَ : ( أما ترضى أن تكونَ رابعَ أربعةٍ ، أوّلُ مَن يدخلُ الجنّةَ أنا وأنتَ والحسنُ والحُسين وأزواجُنا عن أيمانِنا وشمالِنا ، وذُرّيّتُنا خلفَ أزواجِنا وشيعتُنا مِن ورائِنا ). (تفسيرُ الثعلبي: 8 / 310).

5. وروى الحاكمُ الحسكانيّ قالَ: أخبرَنا محمّدُ بنُ عبدِ الله قالَ : أخبرَنا محمّدُ بنُ أحمدَ الحافظ قالَ : حدّثنا عبدُ العزيزِ بنُ يحيى الجلودي قالَ : حدّثني محمّدُ بنُ سهل قالَ : حدّثني عبدُ اللهِ بنُ محمّد البلوي قالَ : حدّثنا عمارةُ بنُ زيد قالَ : حدّثني عبيدُ اللهِ بنُ العلاء ، قالَ : أخبرَني أبي [ عن ] صالحٍ بنِ عبدِ الرّحمان : عن الأصبغِ بنِ نباتة قالَ : سمعتُ عليّاً يقول : أخذَ رسولُ الله ( صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم ) بيدي ثمَّ قال : يا أخي قولُ اللهِ / 33 / ب / تعالى : ( ثواباً مِن عندِ اللهِ واللهُ عندَه حسنُ الثواب ، وما عندَ اللهِ خيرٌ للأبرار ) أنتَ الثوابُ وشيعتُك الأبرار . (شواهدُ التنزيل: 1 / 178).

6. وروى الخطيبُ البغداديّ قالَ: حدّثني الحسنُ بنُ أبي طالب ، حدّثنا أحمدُ بنُ إبراهيم ، وصالحُ بنُ أحمدَ بنِ يونسَ البزّاز ، حدّثنا عصامُ بنُ الحكمِ العكبري ، حدّثنا جميعُ بنُ عُمر البصري ، حدّثنا سوارُ عن مُحمّدِ بنِ جحادة عن الشعبيّ عن عليٍّ قال : قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم : " أنتَ وشيعتُك في الجنّة. (تاريخُ بغداد: 12 / 284).

7.

ونقلَ السيوطيّ قال: وأخرجَ ابنُ عساكر عن جابرِ بنِ عبدِ الله قالَ كُنّا عندَ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فأقبلَ عليٌّ فقالَ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم والذي نفسي بيدِه إنَّ هذا وشيعتَه لهُم الفائزونَ يومَ القيامةِ ونزلَت إنَّ الذينَ آمنوا وعملوا الصالحاتِ أولئكَ هُم خيرُ البريّة. فكانَ أصحابُ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم إذا أقبلَ عليٌّ قالوا جاءَ خيرُ البريّة.

* وأخرجَ ابنُ عدي وابنُ عساكر عن أبي سعيدٍ مرفوعاً عليٌّ خيرُ البريّة .

* وأخرجَ ابنُ عدي عن ابنِ عبّاس قالَ لمّا نزلَت إنَّ الذينَ آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ أولئكَ هُم خيرُ البريّة قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم لعليٍّ هوَ أنتَ وشيعتُك يومَ القيامةِ راضينَ مرضيّين .

* وأخرجَ ابنُ مردويه عن عليٍّ قالَ قالَ لي رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ألم تسمَع قولَ اللهِ إنَّ الذينَ آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ أولئكَ هُم خيرُ البريّةِ أنتَ وشيعتُك وموعِدي وموعدُكم الحوضُ إذا جثَت الأممُ للحِساب تُدعونَ غُرّاً مُحجّلين. (الدرُّ المنثورُ للسيوطي: 6 / 379).

وغيرها منَ الأحاديثِ الكثيرةِ التي يخبرُ فيها النبيّ (ص) بأنَّ شيعةَ عليّ بنِ أبي طالب وولدِه عليهم السلام هُم الناجونَ والفائزون.

ودُمتَ موفّقاً.