اليوم الذي سيظهر فيه الإمام المهدي (عج)

ما هو الدليل على أن المهدي سيظهر يوم الجمعة؟

: السيد عبدالهادي العلوي

الجواب المختصر:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وردت طائفتان من الروايات في تحديد اليوم الذي يظهر فيه الإمام المهدي (عجل الله فرجه):

الأولى: يوم الجمعة:

روى الشيخ الصدوق في [الخصال ص394] بإسناد صحيح عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: « .. ويوم الغدير أفضل الأعياد، وهو ثامن عشر من ذي الحجّة وكان يوم الجمعة، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة .. ».

الثانية: يوم عاشوراء وهو يوم السبت:

روى الشيخ الصدوق في [كمال الدين ج2 ص654]، والشيخ الطوسي في [تهذيب الأحكام ج4 ص333] بإسنادهما المعتبر عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: « يخرج القائم (عليه السلام) يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) ».

ويمكن الجمع بين الطائفتين: بحمل الأولى على ابتداء ظهوره (عجل الله فرجه)، والثانية على خروجه وقيامه.

الجواب المفصل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وردت طائفتان من الروايات في تحديد اليوم الذي سيخرج فيه الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف):

الطائفة الأولى: يوم الجمعة:

روى الشيخ الصدوق في [الخصال ص394] بإسناد صحيح عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: « .. ويوم الغدير أفضل الأعياد، وهو ثامن عشر من ذي الحجّة وكان يوم الجمعة، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة .. ». ونقله الفتال النيسابوريّ في [روضة الواعظين ص392].

وقال الشيخ الصدوق في [من لا يحضره الفقيه ج1 ص421]: « وروى أنّه ما طلعت الشمس في يوم أفضل من يوم الجمعة، وكان اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خمّ يوم الجمعة، وقيام القائم (عليه السلام) يكون في يوم الجمعة.. ».

وجاء في كتاب [جمال الأسبوع ص42] في ضمن زيارة خاصّة لصاحب الزمان (عجل الله فرجه) يوم الجمعة: « .. هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقّع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يدك وقتل الكافرين بسيفك .. ».

وقد رجّح جماعة من العلماء هذه الطائفة، كالسيّد رضي الدين ابن طاوس الحليّ، والمحدّث النوري الطبرسيّ، والشيخ عباس القميّ، وغيرهم..

قال السيّد ابن طاوس الحليّ في [جمال الأسبوع ص41]: « يوم الجمعة، وهو يوم صاحب الزمان (صلوات الله عليه) وباسمه، وهو اليوم الذي يظهر فيه (عجّل الله فرجه).. ».

وقال المحدّث الميرزا النوريّ في [النجم الثاقب ج2 ص517]: « يوم الجمعة: وهو مختصّ ومتعلّق بإمام العصر (عليه السلام).. أنّ ظهوره (عليه السلام) سوف يكون في ذلك اليوم أيضاً، والترقّب والانتظار للفرج في هذا اليوم أكثر من باقي الأيام، كما صرّح بذلك في جملة من الأخبار... بل إنّ اعتبار يوم الجمعة عيداً من الأعياد الأربعة الحقيقية بسبب ذلك اليوم الشريف، الذي يستضيء به ويتنوّر ويسترّ ويفرح فيه خاصّة المؤمنين - عيونهم، وقلوبهم - لأنّهم يرون الأرض قد نظفت وطهرت من رجس الشرك والكفر ودنس المعاصي ووجود الجبارين والملحدين والكافرين والمنافقين، ويرون ظهور كلمة الحق وإعلاء الدين وشرائع الايمان وشعائر المسلمين بلا منافس ومعارض من أعداء الله وأعداء أوليائه، وقد أشير إلى هذا المطلب في الدعاء الذي يقرأ بعد طلوع شمس يوم الجمعة... بل إنّ الجمعة من الأسماء المباركة لإمام العصر (عليه السلام)، أو انّها كناية عن شخصه الشريف، أو انّه السبب في تسمية الجمعة بالجمعة ، كما روى الصدوق.. »، وقال نحوه تلميذه الشيخ عباس القميّ في [مفاتيح الجنان ص109].

الطائفة الثانية: يوم السبت، وهو يوم عاشوراء:

روى الشيخ الصدوق في [كمال الدين ج2 ص654]، والشيخ الطوسي في [تهذيب الأحكام ج4 ص333] بإسنادهما المعتبر عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: « يخرج القائم (عليه السلام) يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) ».

وروى الشيخ الطوسيّ في [الغيبة ص453] بالإسناد عن الإمام الجواد (عليه السلام) قال: « كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائماً بين الركن والمقام، بين يديه جبرئيل (عليه السلام) ينادي: البيعة لله، فيملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ».

وروى الشيخ المفيد في [الإرشاد ج2 ص379] بالإسناد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: « ينادى باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام)، لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبرئيل (عليه السلام) على يده اليمنى ينادي: البيعة لله، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تُطوى لهم طيّاً حتى يبايعوه، فيملأ الله به الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ». ورواه الفتال النيسابوري في [روضة الواعظين ص263].

وغيرها من الروايات الدالّة على أنّه يقوم (عجل الله فرجه) يوم عاشوراء.

ـ ويمكن الجمع بين هاتين الطائفتين بحمل الطائفة الأولى على الظهور الأوّل، وحمل الطائفة الثانية على الظهور الثاني وهو المسمّى بالقيام والخروج، فقد روى الشيخ الطوسيّ في [الغيبة ص444] عن الإمام السجّاد (عليه السلام) قال: « ثمّ يخرج السفيانيّ الملعون من الوادي اليابس ـ وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ـ، فإذا ظهر السفيانيّ اختفى المهدي، ثم يخرج بعد ذلك »، وهي ظاهرة في أنّ الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يظهر ثمّ يختفي ثمّ يخرج، فله (عليه السلام) ظهوران.

قال العلّامة السيّد محسن الأمين في [أعيان الشيعة ج2 ص82] ـ بعد ذكره للطائفتين ـ: « ويمكن الجمع بأنّ ابتداء خروجه يوم الجمعة، وظهوره بين الركن والمقام ومبايعته يوم السبت »، انتهى.