ملحد: الجن والشياطين مولودة من هلوسات بشرية
ملحد: الجن والشياطين مولودة من هلوسات بشرية ومن يتتبع الأثر التأريخي الموثق يجد أن الزرادشتية هي أم العقائد الابراهيمية ( اليهود / المسيح / المسلمين ) فكان لا بد أن تستقى منها هذه الفكرة فزرادشت وضع مقابل الاله الاوحد إله الخير ( أهورامازدا ) إله الشر والشرور ( أهريمان وكذلك يطلق عليه أنغرا ماينو ).
الجواب :
أولاً : إنّ المصادرَ التاريخيةَ المعتبرةَ قد صرّحَتْ بضبابيةِ الديانةِ الزرادشتيةِ حتى وصلَ الإختلافُ بينها الى الاختلافِ بتاريخِ ولادةِ زرداشت نفسهِ إختلافاً بفارقِ أكثرَ من خمسةِ الاف سنةٍ فإنّ بعضَ المصادرِ تقولُ إنّ زرداشت ولدَ عام ( 6000 قبل الميلاد ) في حين نرى أنّ بعضَها يقولُ إنّه ولدَ عام ( 660 قبل الميلاد ) بل اختلفوا حتى في مسقطِ رأسهِ فقد نُقِلَ عن الطبري أنّهُ ولدَ في فلسطين في حين تقولُ مصادرُ أخرى إنّه ولدَ في ايران في قريةٍ من قرى اذربيجان ، وهذا إنْ دلَّ على شيءٍ فإنّما يدلّ على ضبابيةٍ كاملةٍ تكتنفُ هذه الديانة .
ثانياً : ما دليلُكَ على أنّ الديانةَ الاسلاميةَ والمسيحيةَ واليهوديةَ قد أخذتْ فكرةَ الشيطانِ من الديانةِ الزرادشتيةِ ؟ ولماذا أخذتْ تلكَ الدياناتُ خصوصَ فكرة الشيطان؟، خصوصاً وإنّا اذا تتبّعنا ما يُنقلُ لنا من تصوّراتِ الديانةِ الزرادشتيةِ عن الشيطان لوجدناهُ يختلف ُاختلافاً جذريّاً عن الذي تتحدّثُ عنهُ الديانات الثلاثة .
فالزرادشتيةُ تعتبرهُ الهاً واسمهُ اهريمان او انغراماينو في حين أنّ الدياناتِ الثلاثة تعتبرُ الشيطانَ مخلوقَاً لله وليس إلهاً والزرادشتيةُ تعتبرُ اهريمان منتصراً على اهورا مازدا ( اله الخير ) غيرَ إنّ إله الخيرِ سينتصرُ على إلهَ الشرّ في نهايةِ المطاف واعتبروا ولادةَ زرادشت من علاماتِ النصر، في حين نرى خلّوَ الديانات من هكذا خزعبلات .
ثالثاً : لماذا إعتبرَتْ الديانةُ الزرادشتيةُ هي الأصل في الديانات وإنّ الدياناتِ الثلاثةَ قد أخذتْ فكرةَ الشيطانِ منها، في حين نجدُ أنّ ديانةَ مغان الايرانية قد سبقَت الديانةَ الزرادشتية.
ويعتقدُ بعضُ الباحثين أنّ الثنويةَ ( اله الخير واله الشر ) التي طرأت على ديانةِ زرادشت ، قد تسرّبَت إليها من ديانةِ مغان القديمة .
رابعاً : إنّ هذا الإشكالَ مبتنيٌ على أنّ الخرافةَ هيَ منشأُ الدين، في حين أنّ منشأهُ هو أمرٌ فطريٌ كما بيّنا ذلكَ في مناقشةِ نظرياتِ نشوءِ الأديان .
اترك تعليق