لم تلقط لنا الأقمار الصناعية مكان سد ذي القرنين.

الأقمارُ الصناعيّةُ صوّرَت الأرضَ طولاً وعرضاً والبعثاتُ العلميّةُ كذلك ولم يظهَر لها شيءٌ عن سدِّ ذي القرنين أو قومِ يأجوج ومأجوج!

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجوابُ:

لا يوجدُ أيُّ تناقضٍ بينَ ما جاءَ في القرآنِ وما يتمُّ تصويرُه مِن خلالِ الأقمارِ الصناعيّةِ أو البعثاتِ العلميّة.

فالقرآنُ لم يذكُر بشكلٍ مباشرٍ ومُفصّلٍ سدَّ ذي القرنين أو قومَ يأجوج ومأجوج، ولم يُحدِّد موقعَهم بدقّةٍ على الأرض، ولكنّه ذكرَ بعضَ الإشاراتِ الدالّةِ على وجودِهم.

ومنَ المهمِّ أن نفهمَ أنَّ القرآنَ ليسَ كتاباً في علومِ الكونِ والطبيعةِ والجغرافيا، وإنّما هوَ كتابٌ دينيّ يهدفُ إلى هدايةِ الإنسانِ وتوجيهِه في الحياةِ وتعليمِه الأخلاقَ والقيمَ الحسنة.

وبالتالي، فإنَّ التركيزَ على معرفةِ موقعِ سدِّ ذي القرنين أو قومِ يأجوج ومأجوج لا يعدُّ منَ الأهدافِ الرئيسيّةِ للقرآن.

ومنَ الجديرِ بالذّكر أنَّ العلمَ يتطوّرُ باستمرار، وقد يتمُّ اكتشافُ شيءٍ جديدٍ في المُستقبل يؤكّدُ وجودَ سدِّ ذي القرنين أو قومِ يأجوجَ ومأجوج.

ولكن حتّى ذلكَ الحين، فإنَّ القرآنَ يظلُّ كتاباً مُقدّساً يحتوي على حكمٍ ومواعظَ وقيمٍ تتعلّقُ بحياةِ الإنسانِ وعلاقتِه بالله.