هل صحيح على رأي بعض العلماء أنّ ذا القرنين والخضر مازالا حيّين؟
الجواب:
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم،
لا نعلمُ أحداً قالَ: إنَّ ذا القرنين حيٌّ إلى الآن وإنّما المرويُّ فيه طولُ الغيبةِ كما في روايةِ أحمدَ بنِ إسحاق الأشعريّ عن سيّدي أبي محمّدِ العسكريّ (١) . فإنّه دعا قومَه إلى اللهِ وأمرَهم بتقواه، فضربوهُ على قرنِه فغابَ عنهم زماناً حتّى قيل: ماتَ أو هلكَ بأيّ وادٍ سلك.. (٢).
وأمّا الخضرُ اختُلفَ في طولِ عُمرِه وبقائهِ حيّاً إلى الآن إلى ثلاثةِ أقوال:
الأوّلُ: ذهبَ جماعةٌ منَ الحنابلةِ وأهلِ الحديثِ إلى القطعِ بموتِه وكُتبَ فيه رسائلُ مُفردة:
جزءٌ في أخبارِ الخضر
أبو الحسينِ أحمدُ بنُ جعفرِ ابنِ المُنادي (المُتوفّى: 336هـ).
عجالةُ المُنتظر في شرحِ حالِ الخضر
عبدُ الرحمنِ بنُ عليٍّ الجوزي (المتوفّى: 597هـ).
رسالةٌ في موتِ الخِضر.
أحمدُ بنُ عبدِ الحليمِ ابنُ تيمية (المتوفّى: 728هـ).
جزءٌ في وفاةِ الخضر
محمّدُ بنُ عليّ بنِ عبدِ الواحدِ النقّاش (المتوفّى: 763هـ).
الزّهرُ النضرُ في حالِ الخضر
أحمدُ بنُ عليّ بنِ حجرٍ العسقلاني (المتوفّى: 852هـ)
الروضُ النّضرُ في حالِ الخِضر
محمّدُ بنُ محمّدٍ الخضيري (المُتوفّى: 894 هـ).
القولُ المُنتصِرُ على المقالاتِ الفارغةِ بدعوى حياةِ الخِضر
الحُسينُ بنُ عبدِ الرّحمنِ الأهدل (المتوفّى: 855هـ).
والثاني: الَّذِي اعتَقَدَ حياتَه هُم جُمهُورُ أَهلِ السُّنَّةِ وَقَد صَنَّفَ بَعضُهُم فِي هَذَا كُتُب:
إرشادُ الإخلاصِ لحياةِ الخضرِ وإلياس
محمّدُ بنُ أبي الخير القزويني (المتوفّى: 620).
جزءٌ في حياةِ الخضر
عبدُ الله بنُ أسعد بنِ عليّ اليافعي (المتوفّى: 768هـ)
رسالةٌ في الخضرِ وحياتِه
محمّدٌ ابنُ إمام الكامليّة (المتوفّى: 874هـ).
رسالةٌ في حياةِ الخضر
عبدُ الرّحمنِ بنُ أبي بكرٍ السيوطي (المتوفّى: 911هـ)
رسالةٌ في حياةِ الخضر
نجمُ الدينِ بنُ محمّدٍ الغيطيّ الاسكندري (المتوفّى: 981هـ).
الحذرُ في أمرِ الخضر
عليُّ بنُ (سلطان) محمّد، القاري (المتوفّى: 1014هـ).
رسالةٌ في حياةِ الخضرِ وإلياس
عبدُ الله بنُ مُصلحِ الدينِ النوري (المتوفّى: 1061هـ).
القولُ الدالُّ على حياةِ الخضر
نوحُ بنُ مُصطفى الرومي (المتوفّى: 1070هـ).
والثالثُ: الذي توقّفَ في حياتِه وموتِه جماعةٌ وانتصرَ له الشيخُ مُحمّد لحوت (ت/1277هـ) في كتابِه: ” أسنى المطالبِ في أحاديث مُختلفةِ المراتب“ وقالَ: “و بالجُملة: فكلُّ ما وردَ في حياتِه أو موتِه غيرُ صحيح [انتهى].
وقد ذهبَ أكثرُ العُلماءِ وجماهيرُهم إلى القولِ بحياتِه، على ما حكاهُ النوويّ في ” شرحِه على صحيحِ مُسلِم “(5/115) قالَ: “جمهورُ العلماءِ على أنّه حيٌّ موجودٌ بينَ أظهرنا، وذلكَ مُتّفقٌ عليه عندَ الصوفيّةِ وأهلِ الصلاحِ والمعرفة، وحكاياتُهم في رؤيتِه والاجتماعِ به والأخذِ عنه وسؤالِه وجوابِه ووجودِه في المواضعِ الشريفةِ ومواطنِ الخير- أكثرُ مِن أن يُحصَر، وأشهرُ مِن أن يُستَر [انتهى].
وقالَ في كتابه: “المجموعُ شرحُ المُهذَّب”(5/275) : “أنَّ الخضرَ عليهِ السلام حيٌّ باق، وهذا قولُ أكثرِ العُلماء“ أ.هـ.
وقالَ الشيخُ أبو عُمر بنُ الصلاح: هوَ حيٌّ عندَ جماهيرِ العُلماءِ والصالحينَ والعامّةُ معَهم في ذلك، قالَ: وإنّما شذَّ بإنكارِه بعضُ المُحدّثين” [أنتهى].
وقالَ: ابنُ كثير في كتابِه: “البدايةُ والنهاية”(1/383) : “وأمّا الخلافُ في وجودِه إلى زمانِنا هذا فالجمهورُ على أنّه باقٍ إلى اليوم“[انتهى]
وقالَ بدرُ الدينِ العيني في كتابِه: “عمدةُ القاري شرحُ صحيحِ البُخاري” (2/60) : ” اختلفوا في حياةِ الخضر فالجمهورُ على أنّهُ باقٍ إلى يومِ القيامة” [أنتهى].
والحمدُ للهِ أوّلاً وآخراً..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- كمالُ الدينِ وتمامُ النعمة- الشيخُ الصدوق ص385
2- كمالُ الدينِ وتمامُ النعمة- الشيخُ الصّدوق ص٣٩٥
اترك تعليق