المحاصرون في شعب أبي طالب (ع)

هل العبّاسُ بنُ عبدِ المُطّلبِ وعقيلٌ كانا مِن ضمنِ الذينَ تأثّروا بحصارِ مكّةَ في شعبِ أبي طالب؟

: السيد رعد المرسومي

الجوابُ:

يظهرُ منَ الأحداثِ التأريخيّةِ المشهورةِ والمعروفةِ بينَ الدارسينَ والباحثينَ أنّ العبّاسَ وعقيلاً كانا مِن ضمنِ المُحاصرينَ لورودِ نصٍّ تأريخيٍّ في المقامِ يُفهمُ منهُ ذلك، وإليكَ بعضاً مِن هذهِ النّصوص:

1- بعدَ فشلِ المفاوضاتِ ، فقد ظهرَ لأبي طالبٍ : أنَّ السّيلَ قد بلغَ الزّبى ، وأنّه على وشكِ الدخولِ في صراعٍ مكشوفٍ مع المُشركينَ ، فلا بدَّ منَ الحذرِ والاحتياطِ للأمر ؛ فجمعَ بني هاشم ، وبني المُطّلب ، ودعاهُم إلى منعِ الرّسول ، والقيامِ دونَه ، فأجابوهُ ، وقاموا معه ، باستثناءِ أبي لهبٍ لعنَه الله تعالى. [ينظر: كتابُ الصحيحِ مِن سيرةِ النبيّ الأعظم ( ص )، ج ٣، السيّدُ جعفرٌ مُرتضى العاملي، ص ٢٠٦].

2- منذُ اليومِ الأوّلِ لإعلانِ النبوّةِ والرّسالةِ والكتابِ وولايةِ العهدِ أعلنَ الهاشميّونَ بلسانِ عميدِهم عبدِ منافِ بنِ عبدِ المُطّلبِ المُكنّى بأبي طالبٍ أنَّ أيَّ اعتداءٍ على محمّدٍ هوَ اعتداءٌ على كلِّ الهاشميّينَ باستثناءِ أبي لهب ، وأنَّ الهاشميّين مُلتزمونَ بحمايةِ النبيّ ، وحمايةِ حقِّه بالدعوةِ إلى اللّه ، وأنَّ الهاشميّينَ لن يُمكّنوا أحداً منَ الوصولِ إلى محمّدٍ حتّى يوسّدوا في التراب، وأنَّ أيّ إيذاءٍ يلحقُ بمُحمّدٍ سيردُّ الهاشميّونَ فوراً بمثلِه. [ينظر: كتابُ المواجهةِ معَ رسولِ الله ( القصّةُ الكاملة )، أحمَد حُسين يعقوب، ص ١٢٣].

3- لمّا علمَ أبو طالبٍ بتصميمِ قريشٍ على تنفيذِ قراراتِ المُقاطعة ، تحرّكَ نحوَ بني هاشمٍ وبني عبدِ المُطّلب ، فحاولَ إقناعَهم بأحقيّةِ دعوةِ الرّسولِ وضرورةِ التفاني ووحدةِ الموقف ، فيما بينَهم . وفعلًا نجحَ أبو طالبٍ في هذهِ المُحاولة ، فانضمّوا إليه باستثناءِ أبي لهب ، ودخلوا معَه الحصارَ لمدّةِ سنتين ونصف ، وقيلَ ثلاثَ سنوات ، وقد تعرّضوا مِن جرّاءِ المُحاصرةِ إلى شتّى ألوانِ المُعاناة. [ينظر: كتابُ في رحابِ أهلِ البيت ( ع )، ج ٣٢، لجنةُ بحوثِ المجمعِ العالميّ لأهلِ البيت ( ع )، ص ٦٣].

فإذا عرفتَ ذلكَ، تعرفُ أنَّ استثناءَ أبي لهبٍ (لعنَه الله) مِن قائمةِ المُحاصرينَ في شعبِ أبي طالبٍ يُفهم منهُ أنّ العبّاسَ بنَ عبدِ المُطّلب وعقيلَ بنَ أبي طالبٍ كانا أيضاً منَ المُحاصرينَ، وإلّا لذكرَ أهلُ السيرِ والتاريخِ ذلك، كونهما شخصيّتينِ بارزتينِ ومعروفينِ في قريش.

ودمتُم سالِمين.