مبايعة إبراهيم بن مالك الأشتر لمصعب بن الزبير

السؤال: لماذا بايعَ إبراهيمُ بنُ مالكٍ الأشتر مصعبَ بنَ الزّبير، وهل هوَ في الجنّةِ أو في النار، لكونِه بايعَ مصعبَ بنَ الزّبير؟

: السيد رعد المرسومي

الجوابُ:

السلامُ عليكُم ورحمةُ الله،

بعدَ البحثِ في الكتبِ التأريخيّة، والسيرِ لم يتّضِح لنا السّببُ والظروفُ التي كانَت مُحيطةً بإبراهيمَ بنِ مالكٍ الأشتر حينَ بايعَ مصعبَ بنَ الزّبير، سوى ما هوَ معروفٌ مِن أحداثٍ مذكورةٍ في كتبِ التاريخِ كالكاملِ في التاريخِ لابنِ الأثير الجزري (ج3/ص330) والأخبارِ الطوالِ للدينوريّ (ج5،ص100)، وغيرِهما مِن أنَّ إبراهيمَ بنَ مالكٍ الأشترِ النخعي خرجَ منَ الكوفةِ لقتالِ ابنِ زياد معَ رجالٍ يبلغُ عددُهم مِن ثمانيةِ آلافٍ إلى عشرينَ ألفِ رجل، جلُّهم أبناءُ الفُرس، ويُسمّونَ الحمراء، وانتصرَ في تلكَ الحربِ بعدَ كرٍّ وفرٍّ، وقتلَ عُبيدَ الله بنَ زياد.

وتوجّهَ إبراهيمُ بعدَ هذا النصرِ إلى الموصل، وبعثَ عدداً مِن أنصارِه مِنهم أخوهُ لأمّه عبدُ الرّحمنِ لاحتلالِ وتولّي مدنِ نصيبينَ وحرّانَ والرّها وسُمَيساط وسنجار، وما زالَ إبراهيمُ في الموصلِ حتّى هاجمَ مصعبُ بنُ الزّبير الكوفةَ بدعوةٍ مِن مُتمرّديها الذينَ نجوا مِن هجماتِ إبراهيم بنِ الأشترِ والمُختار، واستشهدَ المختارُ الثقفيّ في الحربِ التي دارَت بينَهما في شهرِ رمضان مِن سنةِ 67 هـ.

ثمَّ بعدَ ذلكَ دُعيَ إبراهيمُ إلى طاعةِ ومُبايعةِ عبدِ اللهِ بنِ الزّبير، ويروي أيضاً أنَّ عبدَ الملكِ بنَ مروان دعاهُ إلى طاعتِه أيضاً، ولكنَّ إبراهيمَ خشيَ الالتحاقَ بعبدِ الملكِ لقتلِه عُبيدَ اللهِ بنَ زياد وعددٍ مِن أشرافِ الشامِ في حربِه معَ الأمويّين، فأجابَ دعوةَ مصعب، فاستردَّ منهُ مصعبٌ حُكمَ الموصلِ والجزيرةِ وأذربيجان وأرمينية، ووجّهَه لقتالِ الأزارقة. هذا هوَ مُجملُ ما هوَ مذكورٌ مِن أحداث، فيما يتعلّقُ بهذا السؤال، وما تراهُ مِن تحليلاتٍ ومسوّغاتٍ مِن هُنا وهناكَ عن السّببِ الرئيسِ لتلكَ المُبايعة، لم تستنِد إلى أدلّةٍ أو قرائنَ واضحةٍ، وإنّما هيَ مُجرّدُ تكهّناتٍ قد تصيبُ أو تُخطئ.

وأمّا أنّه في الجنّةِ أم في النار؟ فهذا الأمرُ في علمِ اللهِ جلَّ وعلا. ودمتُم سالمين.