أينَ نجدُ توقيعاتِ الناحيةُ المُقدّسةُ ؟

سؤال : التوقيعاتُ التي كانَت ترسلُها الناحيةُ المُقدّسةُ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَه) بعضُها لم تظهَر لأحدٍ إلّا للخواصِّ، وأخرى قد عُمّمَت للموالينَ، لمُشاهدتِها للاطمئنانِ كما هوَ معروفٌ. أينَ نجدُ تلكَ التوقيعاتِ ؟ وهل هناكَ شخصٌ يمتلكُها وإن كانَت غيرَ موجودةٍ فأينَ ذهبَت؟

: الشيخ مروان خليفات

الجوابُ :

حريٌّ بنا أن نتساءلَ أيضاً ونحنُ نجيبُ عَن هذا السؤال: كتاباتُ النبيّ العديدة التي بعثَها لحُكّامِ زمانِه أينَ ذهبَت ؟ مواثيقُ الصّلحِ التي أبرمَها النبيُّ معَ يهودِ المدينةِ أو معَ مُشركي قُريش يومَ الحُديبيّة أينَ ذهبت ؟ ولعلّه كانَ للنبيّ بعضُ السّورِ والآياتِ بخطِّ يدِه المُباركة، فأينَ ذهبَت أيضاً ؟

أينَ ذهبَت رسائلُ الأئمّةِ (ع) وهيَ كثيرةٌ جدّاً، ألّفوا فيها المُصنّفات ؟

أينَ ذهبَت آلافُ المُصنّفاتِ والرّسائلِ التي كتبَها الأوائل؟

الجوابُ على هذا السّؤالِ وسؤالِ الأخِ السائلِ حولَ التوقيعاتِ الشريفةِ هوَ في عُهدةِ التاريخ، فلا نعلمُ كيفَ ضاعَت وسببَ فقدانِها وما الذي جرى عليها، ولعلَّ بعضَها كانَ في مكتباتِ بعضِ الأعلامِ التي تعرّضَت للإحراقِ والغاراتِ مِن قِبلِ الخصوم، فأُتلفَت كما أُتلفَ غيرُها منَ المُصنّفاتِ القديمة، أو لعلّها اندثرَت بسببِ الغزوِ المغوليّ وما أحدثوهُ مِن إتلافٍ لآلافِ النّسخِ والرّسائل .

ثمَّ لو افترَضنا وجودَ بعضِ تلكَ الرّسائل، فهذا لن يُغيّرَ مِن واقعِنا الإيمانيّ شيئاً لدى الكثيرين، لأنَّ أدواتِ التشكيكِ ستتحرّكُ مِن مكامنِها للطّعنِ فيها، فمنَ السهلِ على البعضِ الزعمُ أنّها مزوّرةٌ.

إنَّ ما يهمُّ المؤمنَ المُكلّفَ هوَ وصولُ تعاليمِ أهلِ البيت ع إلينا منقولةً بأسانيدَ مذكورةٍ في كتبِ الحديث، ومِنها التوقيعاتُ الصادرةُ منَ الناحيةِ المُقدّسة، وقد جمعَها بعضُهم في مؤلّفاتٍ خاصّةٍ نقلاً عن كتبِ المُتقدّمين.