لماذا تضع المساجد الهلال على المآذن؟

سؤال: من أين أتى هذا الشعار للمسلمين وهو جعل الهلال أو النجوم كشعار أو علامة فوق المساجد ما هو رأي مذهب أهل البيت فيه ؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجواب:

وضعُ الهلالِ على مآذنِ المساجدِ من الأمور المتعارف عليها عند معظم المسلمين، فهو لا يعدو أن يكون مجرّدَ شعار لتمييز دور العبادةِ الإسلامية عن غيرها، والشعارُ في طبيعتهِ عبارةٌ عن صورةٍ أو عنصر مرئي للدلالةِ على خصوصية شيء معين، فمثلاً توضع صورةُ الميزانِ أمامَ المحاكم للدلالةِ على العدل، وهكذا كلّ الشعاراتِ هي عبارةٌ عن رموز يقصدُ منها الإشارة إلى معانٍ مخصوصةٍ.

ومن هنا لا تكونُ صورة الشعار هي المقصودةُ وإنما الخصوصيةُ التي ترمز لها الصورة هي المقصودة.

ومن هذه الجهة لا إشكالَ شرعي في اتخاذِ الهلال كشعار يدلُّ على مراكز العبادةِ عند المسلمين.

وقد بدأ هذا الأمرُ في عهد الدولة العثمانية وبالتحديد في زمن السلطان العثماني سليم الأول، وقد قيل إنّهُ أراد بذلك التمييز بين المساجد والكنائس، حيث كانت الكنائسُ ومازالت تستخدم الصليبَ كرمزٍ لدور عبادتها، وبما أنّ الهلالَ له خصوصية عند المسلمين فاختيرَ كشعار في قبال الصليب، ومن ذلك اتخاذُ الهلال الأحمر في مقابل الصليب الأحمر.

ولعلّ الدافع إلى ذلك هو أنّ الهلال علامة شرعية على كثير من العباداتِ والفرائض، يقولُ تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ)، كما أنّ بعض المصادر التاريخية تشير إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) جعل الهلال شعاراً على راية سعد بن مالك الأزدي، ففي الإصابةِ للحافظ ابن حجر قال: "سعد بن مالك بن الأقيصر بن مالك بن قريع بن ذهل بن الدئل بن مالك الأزدي أبو الكنود قال بن يونس وفد على النبيّ صلى الله عليه و سلم وعقد له رايةً على قومهِ سوداء فيها هلالٌ أبيض" (الإصابة في تمييز الصحابة، العسقلاني، ج3 ص 61)

وفي المحصّلةِ وضعُ الهلال فوق المئذنة علامةٌ تميز المساجد عن غيرها، وهذا ما تعارفَ عليه المسلمون واشتهر بينهم، ولا مانع من اتخاذهِ لكونهِ لا يخالفُ الشرع.