هل زيارات أولاد الأئمة (ع) مأثورة؟

سؤال: هل وردت نصوص الزيارات الموجودة في مراقد أبناء الأئمة والسيدة المعصومة والسيدة زينب والسيدة رقية (صلوات الله عليهم)؟

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد اشتمل تراث أهل البيت (عليهم السلام) الواصل لنا على زيارات خاصّة لبعض أولاد أولاد الأئمّة وأمّهاتهم وبعض أكابر بني هاشم (عليهم السلام) - كما سيأتي -، ولم تصلنا زيارات مخصوصة لكثير منهم؛ إذ لا تخفى كثرة أولاد الأئمّة (عليهم السلام)، وأحفادهم، وأمّهاتهم، والمتعلّقين بهم، من أكابر بني هاشم، فإنّ عددهم بالمئات، مع انتشارهم في البلدان، واختلاف مراتبهم في الجلالة والصلاح، وذهاب كثير من تراثنا بسبب الحروب والفتن وغيرها.

القسم الأول: مَن له زيارة مخصوصة:

الأول: سيّدنا علي بن الحسين الأكبر (عليه السلام) - المقتول بالطفّ -:

وهو أكثر مَن وردت له زيارات مخصوصة من بين سائر أولاد الأئمّة (عليهم السلام)، وذلك أنّ كثيراً من زيارات سيّد الشهداء (عليه السلام) اشتملت على زيارة مخصوصة له؛ باعتبار انفراده عن سائر شهداء كربلاء بكمال القرب من سيّد الشهداء (عليه السلام)، فإنّه مدفون عند رجليه (عليه السلام)، وهذه جملة منها ممّا عثرنا عليها خلال استقراء سريع ببعض كتب المزار:

1ـ روى ابن قولويه في [كامل الزيارات ص386-390] بالإسناد عن الحسين بن ثوير، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: « ... ثم تقوم فتأتي ابنه عليّاً - عليه السلام -، وهو عند رجليه، فتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين... ».

2ـ روى ابن قولويه في [كامل الزيارات ص391-395] بالإسناد عن يوسف الكناسي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: « ثم تحوّل عند رجليه، وتخيّر في الدعاء، وتدعو لنفسك، ثمّ تحوّل عند رأس عليّ بن الحسين - عليه السلام - وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين عليك يا مولاي وابن مولاي.... ».

3ـ روى ابن قولويه في [كامل الزيارات ص425-446] بالإسناد عن أبي حمزة الثماليّ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: « .. ثم صِرْ إلى قبر علي بن الحسين، فهو عند رجل الحسين، فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، وابنَ خليفة رسول الله،... ».

4ـ قال ابن المشهدي في [المزار الكبير ص387]: « باب زيارة علي بن الحسين - عليهما السلام -: ثم امضِ إلى عند الرجلين، فقف على عليّ بن الحسين - عليهما السلام - وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين... ». ونقله ابن طاوس في [مصباح الزائر ص211].

5ـ روى ابن المشهدي في [المزار الكبير ص414-415] زيارة سيد الشهداء في ليلة القدر وفي العيدين - بالإسناد عن الإمام الصادق (عليه السلام): « ... ثم تتحول إلى عند الرجلين، وتزور علي بن الحسين - عليهما السلام - فتقول: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي... ». ونقله ابن طاوس في [مصباح الزائر ص326].

6ـ نقل ابن المشهدي في [المزار الكبير ص417-424] زيارة سيد الشهداء في العيدين: « .. ثم اعطف على علي بن الحسين - عليهما السلام -، وهو عند رجل الحسين - عليه السلام -، وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا ابن رسول الله... ». ونقله ابن طاوس في [مصباح الزائر ص332].

7- روى ابن المشهدي في [المزار الكبير ص427-432] عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: « .. ثم تأتي إلى قبر علي بن الحسين - عليهما السلام - فتقبله، وتقول: السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حبيب الله وابن حبيبه... ».

8ـ نقل ابن المشهدي في [المزار الكبير ص462-464] زيارة سيد الشهداء يوم عرفة: « .. ثم صِرْ إلى عند رجلي الحسين، وزُر عليّ بن الحسين - عليهما السلام-، ورأسه عند رجلي أبي عبد الله - عليه السلام -، وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن نبي الله... ».

9- روى ابن المشهدي في [المزار الكبير ص485-487] من زيارة الناحية العسكرية لشهداء كربلاء يوم عاشوراء - بإسناده عنه (عليه السلام)، قال: « إذا أردت زيارة الشهداء - رضوان الله عليهم - فقف عند رجلي الحسين - عليه السلام -، وهو قبر علي بن الحسين - صلوات الله عليهما -، فاستقبل القبلة بوجه، فإن هناك حومة الشهداء - عليهم السلام -، وأومِ وأشر إلى علي بن الحسين - عليهما السلام - وقل السلام عليك يا أول قتيل من نسل خير سليل، من سلالة إبراهيم الخليل... ». ونقلها ابن طاوس في [مصباح الزائر ص278].

10ـ روى ابن المشهدي في [المزار الكبير ص485-487] زيارة مختصرة لسيد الشهداء، يزار بها كل يوم وكل شهر وبالنجف - عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «..ثم تحوّل إلى عند الرجلين، فزر علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - ، وقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي... ».

11- قال ابن طاوس في [مصباح الزائر ص221-235]: (زيارة ثانية بألفاظ شافية، نذكر منها بعض مصائب يوم الطف، يُزار بها الحسين - صلوات الله عليه وسلامه -، زار بها المرتضى علم الهدى - رضوان الله عليه -، وسأذكرها على الوصف الذي أشار هو إليه، قال: إذا أردت الخروج من بيتك فقل:...)، وجاء فيها: « ثم تحول إلى عند رجلي الحسين - عليه السلام -، وقف على علي بن الحسين - عليهما السلام -، وقل: السلام عليك أيها الصديق الطيب، الطاهر الزكي، الحبيب المقرَّب.. ». وسيأتي بعض الكلام عنها في زيارة شهداء كربلاء.

12ـ نقل ابن طاوس في [مصباح الزائر ص291-293] زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) في أول من رجب وليلة النصف من شعبان -: « وامضِ وقف على ضريح علي بن الحسين - عليه السلام - مستقبل القبلة، وقل: السلام من الله، والسلام من ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين... ».

الثاني: سيدنا أبو الفضل العباس (عليه السلام):

وهو (عليه السلام) أكثر مَن وردت له زيارات مخصوصة بعد مولانا علي الأكبر (عليه السلام)، وهذه قائمة بما عثرنا عليه بعد استقراء سريع ببعض كتب المزار:

1ـ روى ابن قولويه في [كامل الزيارات ص471] بالإسناد عن أبي حمزة الثماليّ، قال: « قال الصادق (عليه السلام): إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي - عليه السلام -، وهو على شطّ الفرات، بحذاء الحائر، فقف على باب السقيفة وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين... ».

ونقلها الشيخ المفيد في [المزار الكبير ص204، والمزار الصغير ص121]، والشيخ الطوسي في [مصباح المتهجد ص724، وتهذيب الأحكام ج6 ص65]، وابن المشهدي في [المزار الكبير ص388]، وابن طاوس في [مصباح الزائر ص213]، وغيرهم.

2ـ روى ابن المشهدي في [المزار الكبير ص414-416] زيارة سيد الشهداء في ليلة القدر وفي العيدين - بالإسناد عن الإمام الصادق (عليه السلام): « ... ثم تمضي إلى مشهد العباس ابن أمير المؤمنين - عليهما السلام -، فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها العبد الصالح... ». ونقله ابن طاوس في [مصباح الزائر ص326].

3ـ نقل ابن المشهدي في [المزار الكبير ص417-425] زيارة سيد الشهداء في العيدين: « .. باب زيارة العباس بن علي - عليه السلام -: تقف عليه وتقول: السلام عليك أيها الولي الصالح، والصدّيق المواسي... ». ونقلها ابن طاوس في [مصباح الزائر ص332].

4ـ روى ابن المشهدي في [المزار الكبير ص427-433] عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: « .. ثم تأتي إلى قبر العباس بن علي - عليه السلام - وتقول: السلام عليك أيها الولي الصالح الناصح الصدّيق... ».

5ـ نقل ابن المشهدي في [المزار الكبير ص462-465] زيارة سيد الشهداء يوم عرفة: « .. ثم امضِ إلى مشهد العباس بن علي - عليهما السلام -، فإذا أتيته فقف عليه وقل: السلام عليك أيها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله... ».

6ـ نقل ابن المشهدي في [المزار الكبير ص485-489] زيارة الناحية العسكرية لشهداء كربلاء يوم عاشوراء - بإسناده عنه (عليه السلام)، قال: « السلام على العباس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له... ». ونقلها ابن طاوس في [مصباح الزائر ص279].

7ـ روى ابن المشهدي في [المزار الكبير ص485-487] زيارة مختصرة لسيد الشهداء، يزار بها كل يوم وكل شهر وبالنجف - عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «..ثم امضِ إلى قبر العباس بن أمير المؤمنين - عليهما السلام -، فإذا أتيته، فقف عليه وقل: السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك أيها العبد الصالح... ».

8ـ نقل ابن طاوس في [مصباح الزائر ص291-294] زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) في أول من رجب وليلة النصف من شعبان -: « السلام على العباس ... ».

9ـ نقل ابن طاوس في [مصباح الزائر ص352] زيارة سيد الشهداء يوم عرفة: « ثم امضِ إلى مشهد العباس ابن أمير المؤمنين - عليهما السلام -، فإذا أتيته فقف على قبره وقل: السلام عليك يا أبا الفضل العباس ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين... ».

الثالث: شهداء الطفّ من بني هاشم (عليهم السلام):

وردت زيارتين خاصّتين لسائر شهداء الطفّ من أهل البيت (عليهم السلام)، مشتملتين على سلام خاصّ على كلّ واحد منهم، مع بعض مآثرهم ومناقبهم:

الأولى: زيارة الناحية المقدسة:

اشتملت زيارة الناحية العسكريّة المقدسة لشهداء كربلاء في يوم عاشوراء على سلام خاص لكل واحد واحد من الشهداء مع ذكر اسمه وقاتله وبعض مآثره، كما نقله ابن المشهدي في [المزار الكبير ص485-487]، وابن طاوس في [مصباح الزائر ص279]، وتضمنت الأسماء التالية من بني هاشم مرتّباً كما ورد في الزيارة:

1ـ علي بن الحسين الأكبر (عليهما السلام). 2ـ عبد الله بن الحسين الرضيع (عليه السلام). 3ـ عبد الله بن أمير المؤمنين (عليه السلام). 4ـ العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام). 5ـ جعفر بن أمير المؤمنين (عليه السلام). 6ـ عثمان بن أمير المؤمنين (عليه السلام). 7ـ محمد بن أمير المؤمنين (عليه السلام). 8ـ أبو بكر بن الحسن (عليه السلام). 9ـ عبد الله بن الحسن (عليه السلام). 10ـ القاسم بن الحسن (عليه السلام). 11ـ عون بن عبد الله بن جعفر (عليه السلام). 12ـ محمد بن عبد الله بن جعفر (عليه السلام). 13ـ جعفر بن عقيل (عليه السلام). 14ـ عبد الرحمان بن عقيل (عليه السلام). 15ـ عبد الله بن مسلم بن عقيل (عليه السلام). 16ـ محمد بن أبي سعيد بن عقيل (عليه السلام).

الثانية: زيارة المرتضى علم الهدى:

قال ابن طاوس في [مصباح الزائر ص221-235]: (زيارة ثانية بألفاظ شافية، نذكر منها بعض مصائب يوم الطف، يُزار بها الحسين - صلوات الله عليه وسلامه -، زار بها المرتضى علم الهدى - رضوان الله عليه -، وسأذكرها على الوصف الذي أشار هو إليه، قال: إذا أردت الخروج من بيتك فقل:...)، وجاء فيها السلام الخاص على كل واحد واحد من شهداء بني هاشم في كربلاء، وهذه قائمة بأسمائهم مرتباً:

1ـ علي بن الحسين الأكبر (عليه السلام). 2ـ القاسم بن الحسن (عليه السلام). 3ـ عون بن عبد الله بن جعفر (عليه السلام). 4ـ عبد الرحمان بن عقيل (عليه السلام). 5ـ جعفر بن عقيل (عليه السلام). 6ـ عبد الله بن مسلم بن عقيل (عليه السلام). 7ـ عبد الله بن أمير المؤمنين (عليه السلام). 8ـ عبدالرحمان بن عقيل (عليه السلام)، كذا جاء اسمه مكرراً مع اختلاف متن الزيارة، ولعل في الاسم تحريفاً. 9ـ أبو بكر بن أمير المؤمنين (عليه السلام). 10ـ عثمان بن أمير المؤمنين (عليه السلام).

أقول: ذكر العلامة المجلسيّ في [بحار الأنوار ج98 ص231]: أنّ الظاهر كون هذه الزيارة من إنشاء السيّد المرتضى، وناقشه الشيخ عباس القميّ في [هدية الزائرين ص111] - تحت عنوان: بيان مأثورية الزيارة الطويلة التي نسبها العلامة المجلسي للسيد المرتضى -: بأنّه وردت هذه الزيارة في المزار القديم، وجاء في أولها: (زيارة أخرى تختص بالحسين - صلوات الله عليه -، وهي مروية بأسانيد، وهي أول زيارة زار بها المرتضى علم الهدى - رضوان الله عليه -، فإذا بلغ المقتل... إلى آخره)، فيُعلم أن هذه الزيارة الشريفة مروية ومعتبرة وتُقرأ في كل وقت، انتهى.

الرابع: سيدنا مسلم بن عقيل (عليه السلام):

ذكر الأصحاب له زيارتين خاصّتين:

1ـ قال الشيخ المفيد في [المزار الكبير ص207]: « الفصل الأول: في زيارة مسلم بن عقيل - رضوان الله عليه -: إذا وردت مشهده فقف على بابه، وقل: سلام الله، وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين... إلى آخره ».

ونقلها ابن المشهدي في [المزار الكبير ص180]، ونقلها أيضاً ابن طاوس في [مصباح الزائر ص100] مع زيادة في أولها: « الحمد لله المالك الحق المبين، المتصاغر لعظمته جبابرة الطاغين... إلى آخره ».

2ـ قال ابن طاوس في [مصباح الزائر ص103]: « زيارة أخرى لمسلم بن عقيل - سلام الله عليه -: إذا وصلت إلى ضريحه، فقف عليه مستقبل القبلة، وقل: السلام عليك أيّها الفادي بنفسه ومهجته، الشهيد الفقيد المظلوم، المغصوب حقّهن المنتهك حرمته، السلام عليك يا مَن فدى بنفسه ابنَ عمّه... إلى آخره ».

الخامس: سيدنا حمزة بن عبد المطلب (عليهما السلام):

وردت زيارة مخصوصة لسيدنا الحمزة (عليه السلام)، رواها الأصحاب في مصنفاتهم:

روى ابن قولويه في [كامل الزيارات ص54] بالإسناد عن أحد المعصومين (عليهم السلام)، قال: « وتقول عند قبر حمزة: السلام عليك يا عم رسول الله وخير الشهداء، السلام عليك يا أسد الله وأسد رسوله... إلى آخره ».

ونقلها الشيخ المفيد في [المزار الكبير ص109]، وابن المشهدي في [المزار الكبير ص94]، وابن طاوس في [مصبح الزائر ص60]، وغيرهم.

السادس: سيدنا إبراهيم بن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله):

قال الشيخ المفيد في [المزار الكبير ص105]: « زيارة إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وآله -: فإذا خرجت من قبة الأئمة - عليهم السلام - فامضِ إلى قبر إبراهيم - عليه السلام-، فإذا وقفت عليه فقل: السلام على رسول الله، السلام على نبي الله، السلام على حبيب اللهن السلام على صفيّ الله، السلام على نجيّ الله.... إلى آخره ».

ونقلها ابن المشهدي في [المزار الكبير ص90]، وابن طاوس في [مصباح الزائر ص56].

السابع: السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام):

قال الشيخ المفيد في [المزار الكبير ص107] - بعد ذكر زيارة إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله) -: « ثم توجه إلى زيارة فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - عليهما السلام -، فإذا وقفت على قبرها، فقل: السلام على نبيّ الله، السلام على رسول الله، السلام على محمد سيّد المرسلين، السلام على محمد سيّد الأولين والآخرين... ».

ونقلها ابن المشهدي في [المزار الكبير ص92]، وابن طاوس في [مصباح الزائر ص58].

الثامن: السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم المعصومة (عليها السلام):

قال العلامة المجلسيّ في [بحار الأنوار ج99 ص265، ومثله في تحفة الزائر ص664]: « رأيت في بعض كتب الزيارات.. عن سعد عن علي بن موسى الرضا - عليه السلام -، قال: قال: يا سعد، عندكم لنا قبر، قلت: جعلت فداك، قبر فاطمة بنت موسى - عليهما السلام -؟ قال: نعم، مَن زارها عارفاً بحقّها فله الجنة، فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة، وكبّر أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبّح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمد ثلاثاً وثلاثين تحميدة، ثم قل: السلام على آدم صفوة الله، السلام على نوح نبي الله، السلام على إبراهيم خليل الله، السلام على موسى كليم الله... إلى آخره ».

التاسع: السيدة نرجس بنت قيصر الروم (عليها السلام):

قال الشيخ المفيد في [المزار الكبير ص323]: « ثم عُد إلى العسكريّين - صلوات الله عليهما -، وقِف على قبر أمّ القائم - عليه السلام -، وقل: السلام على رسول الله، الصادق الأمين، السلام على مولانا أمير المؤمنين، السلام على الأئمة الطاهرين، الحجج الميامين، السلام على والدة الإمام، والمودعة أسرار الملك العلّام، والحاملة لأشرف الأنام، السلام عليك أيّتها الصدّيقة المرتضيّة... إلى آخره ».

ونقلها السيد ابن طاوس في [مصباح الزائر ص413]، وابن المشهدي في [المزار الكبير ص660].

العاشر: السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام):

قال العلامة المجلسي في [بحار الأنوار ج99 ص79] - عند ذكر زيارة الأئمة في سامراء -: (ثم اعلم أنّ في القبّة الشريفة قبراً منسوباً إلى النجيبة الكريمة العالمة الفاضلة التقية الرضية حكيمة بنت أبي جعفر الجواد - عليهما السلام -، ولا أدري لِمَ لَمْ يتعرّضوا لزيارتها مع ظهور فضلها وجلالتها، وأنها كانت مخصوصة بالأئمة - عليهم السلام - ومودعة أسرارهم... فينبغي زيارتها بما أجرى الله على اللسان مما يناسب فضلها وشأنها).

وذكر الشيخ عباس القمي في [هدية الزائرين ص84] أنه تُزار بالزيارة العامّة لأولاد الأئمّة - عليهم السلام -، أو تزار بما يجري على اللسان من الألفاظ المناسبة لشأنها، كما ذكر المجلسيّ، وأظنّ أن الأنسب أن تزار بالزيارة المأثورة لعمّتها السيدة فاطمة بنت موسى - عليهما السلام -، ثمّ ذكر زيارة السيدة المعصومة، مع تغيير في الاسم.

أقول: وقد جاء في هامش [مصباح الزائر ص415] للسيد ابن طاوس: (في هامش نسخة «م» وردت هذه الزيارة، ولم ترد في «م» و«هـ»، ولم نعلم هل هي من المؤلف أو من الناسخ: زيارة حكيمة خاتون: السلام على جدّك المصطفى، السلام على أبيك المرتضى، السلام على الحسن والحسين عليهما السلام، السلام على خديجة الكبرى... إلى آخره).

القسم الثاني: مَن لم نعثر له على زيارة خاصّة:

لم نعثر على زيارة خاصّة للكثير من الأكابر والأعاظم من بني هاشم، كجعفر بن أبي طالب الطيّار، وابنه عبد الله بن جعفر، ومحمد بن الحنفية، وزيد بن الإمام السجاد، والسيد محمد سبع الدجيل، والسيد القاسم بن الإمام الكاظم، والسيد علي بن الإمام الصادق العريضي، والسيد عبدالعظيم الحسنيّ، وكذلك السيّدة زينب الكبرى، والسيدة سكينة، والسيدة رقية بنتي سيد الشهداء، والسيدة خديجة بنت خويلد، وغيرهم الكثير، فإنّ كتب المزار القديمة - التي وصلت لنا - خالية عن زيارة خاصّة لهؤلاء الأعاظم، والله العالم.

وقد ذكر السيد ابن طاوس الحليّ في مصباح الزائر، والعلّامة المجلسيّ في بحار الأنوار وتحفة الزائر، والآقا جمال الخوانساري في المزار، والشيخ عباس القميّ في هدية الزائرين ومفاتيح الجنان، وغيرهم من العلماء، أنحاءَ متعدّدة لكيفية زيارة أولاد الأئمة ممن لم يرد في حقّهم زيارة مخصوصة، وهي:

الكيفية الأولى: الزيارتان الخاصتان بأولاد الأئمة (عليهم السلام):

ذكر السيّد ابن طاوس في [مصباح الزائر ص260-261] - تحت عنوان: « ذكر زيارة قبور أولاد الأئمة (صلوات الله عليهم وسلامه) » -: (إذا أردت زيارة أحد منهم - كالقاسم بن الكاظم (عليه السلام)، أو العبّاس بن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أو عليّ بن الحسين (عليه السلام) المقتول بالطف، ومَن جرى في الحكم مجراهم - تقف على قبر المزور منهم (صلوات الله عليهم) فقل:..)، ثم ذكر زيارتين، تبدأ الزيارة الأولى بـ: « السلام عليك أيها السيّد الزكيّ... »، وتبدأ الثانية بـ: « السلام على جدّك المصطفى... ». وقد ذكرهما الشيخ عباس القمي في [مفاتيح الجنان].

وذكر العلامة المجلسي في [بحار الأنوار ج99 ص273] أن الزيارة الأولى نقلها الشيخ المفيد في مزاره.

فهاتان زيارتان عامّتان يمكن أن يتلوهما الزائر عند زيارة أحد الأكابر من أولاد الأئمّة (عليهم السلام).

الكيفية الثانية: زيارة قبور المؤمنين:

وردت روايات عديدة في كيفية زيارة قبور المؤمنين عامّة، ويمكن زيارة أولاد الأئمّة (عليهم السلام) بتلك الكيفيّات المأثورة، قال العلامة المجلسيّ في [بحار الأنوار ج99 ص277] - عند ذكر أولاد الأئمة -: (وأما كيفية زيارتهم فلم يرد فيها خبر على الخصوص ، ويجوز زيارتهم بما ورد في زيارة ساير المؤمنين، ويجوز... الخ).

الكيفية الثالثة: زيارة السيدة فاطمة المعصومة:

لقد أفاد الآقا جمال الدين الخوانساريّ في [المزار ص103ـ1034]: أنّه يمكن زيارة سائر أولاد الأئمة (عليهم السلام) بزيارة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، باستبدال الفقرات المختصّة بها - [كقوله: « السلام عليك يا أخت ولي الله، السلام عليك يا عمة ولي الله، السلام عليك يا بنت موسى بنت جعفر... يا فاطمة، اشفعي لي في الجنة »، ونحوها] - بفقرات مناسبة للمزور.

وقد وافقه الشيخ عباس القميّ في [هدية الزائرين ص454-455]، وذكر في [صفحة 84] أن الأنسب زيارة السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) بزيارة عمّتها المعصومة (عليها السلام)، ثم ذكر زيارة السيدة المعصومة مع تغيير طفيف، وهكذا صنع في [صفحة 457] إذ ذكر زيارة المعصومة عند ذكر كيفية زيارة عقيلة الهاشميين الحوراء زينب (عليها السلام).

الكيفية الرابعة: إنشاء الزيارة:

قال العلامة المجلسيّ في [بحار الأنوار ج99 ص277] - عند ذكر أولاد الأئمة -: (وأما كيفية زيارتهم فلم يرد فيها خبر على الخصوص ، ويجوز زيارتهم بما ورد في زيارة ساير المؤمنين، ويجوز تخصيصهم بالخطاب بما جرى على اللسان، من ذكر فضلهم، والتوسل والاستشفاع بهم، وبآبائهم الطاهرين - عليهم السلام -).

وقال أيضاً في [تحفة الزائر ص670] ما ترجمته: ولم ينقل زيارة خاصّة لهؤلاء، فمن الجيد زيارتهم بالكيفية التي يُزار بها المؤمنون. ومن الجيد أيضاً تمييزهم بمخاطبتهم بالسلام مثل الأئمة - عليهم السلام - بأي لفظ جرى على اللسان بحيث يكون متضمناً لتعظيمهم. ومن الجيد أيضاً تلاوة ما ألّفه العلماء ممّا هو مذكور في كتب الزيارات.