كنتم خير أمة أخرجت للناس
لماذا قال الله في كتابه العزيز : {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}، فاستخدم الفعل الماضي {كنتم} ولم يقل: (أنتم) ؟
الجواب :
حين يقول أحدنا: (كان المطر غزيراً)، فهو يدلّ على هطول المطر بغزارة في زمن ماضٍ، فقد انتهى حدوث هذا الأمر، فـ(كان) هنا ناقصة تحتاج إلى اسم وخبر. وقد تأتي (كان) في الجملة وتدلّ على القدم والاستمراريّة في حال وجود قرينة مقاميّة.
قال الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله: (مثل كان اللَّه غفوراً رحيماً، فان نسبة الرحمة والمغفرة إليه سبحانه لا تنفك عن ذاته أبداً وأزلاً، وحيث إنّ اللَّه سبحانه قد أناط خيريّة الأمّة وفضلها بالإيمان به وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيكون معنى الآية: أيها المسلمون لا تقولوا: نحن خير الأمم وأفضلها، إلّا إذا أمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وهذا الوصف يزول عنكم بمجرّد إهمالكم لذلك، وعليه فإنّ (كان) هنا تامّة غير ناقصة، و{خير أمّة} حال من الضمير في {كنتم}، أي: أنتم خير أمّة في حال أمركم بالمعروف ونهيكم عن المنكر). التفسير الكاشف ج2 ص131 .
اترك تعليق