ان الأئمة لا يعلمون بما كان وما يكون ولا حتى بالأحكام .
زهران/ : يقول الشيعة: إن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون، وإنه لا يخفى عليهم شيء، وإن علي بن أبي طالب باب العلم - فكيف يجهل علي حكم المذي، ويُرسل للنبي (صلى الله عليه وسلم) من يعلمه الأحكام المتعلقة بذلك ؟! يذكر الشيعة في كتبهم أن مسير الحسين إلى أهل الكوفة ثم خذلانهم له وقتله كان سبباً في ردة الناس إلا ثلاثة. إذن لو كان يعلم المستقبل - كما يزعمون - لما سار إليهم.
بغض النظر عما في سند الحديث الوارد بأن علياً (عليه السلام) يسأل عن حكم المذي، لعدم وثاقة بعض رجاله من مصادرنا، فإننا سنجيبكم عن إشكال عام، وهو: كيف يقدم بعض الأئمة (عليهم السلام) على بعض الأفعال التي فيها موتهم الحتمي، كقدوم الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء، أو سؤالهم عن بعض الأمور، مع قولكم بأن الأئمة عندهم علم ما كان وما يكون ؟؟!!
الجواب: بالنسبة لما ورد عنهم بعلمهم بعواقب الأمور، ومعرفتهم بمقتلهم ومكانه، ومع ذاك فهم يقدمون إلى مكان مقتلهم وزمانه، فهم (عليهم السلام) يعرفون قضاء الله وقدره، ويعرفون أن موتهم من حيث مكانه وزمانه هو من القضاء المبرم الذي لا يرد، وما منحهم الله عز وجل به من علم بزمان موتهم ومكانه إنما هو تكرمة لهم، لأنهم عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وبأمره يعملون .
أما أنهم يستفهمون عن بعض الأحكام أمام الناس ونحو ذلك، فمن طرقهم (عليهم السلام) بيان الأحكام بنحو الإستفهام، حتى يفهمها غيرهم بشكل غير مباشر، كما في القصة المعروفة عن الحسن والحسين (عليهما السلام) أنهما شاهدا شيخاً كبيراً لا يحسن الوضوء، فتقدما إليه، وقال الحسن (عليه السلام): يا شيخ: أنا وأخي نتنازع أي منا يحسن الوضوء، ونريدك حكماً بيننا، فقاما وتوضئا أمامه، فقال الشيخ: بأبي أنتم وأمي، كلاكما يحسن الوضوء، وإنما انا لا أحسن الوضوء، فعلما (عليهما السلام) هذا الشيخ طريقة الوضوء الصحيحة بدون أن يجرحوا شعوره بأنه جاهل بالوضوء على كبر سنه .
اترك تعليق