فضائل جعفر الطيّار
سؤال: هل لجعفر الطيار اخو الإمام علي (ع) المدفون في الأردن، فضائل وكرامات، أم هو كبقية أصحاب النبي (ص)؟
الجواب:
كان جعفر بن أبي طالب (عليهما السلام) من السابقين الأوّلين إلى الإسلام، ومن أعاظم قيادات المسلمين، وأكابر رجالاتهم. نزلت في شأنه وفضله آيات كثيرة، ووردت روايات كثيرة عند الفريقين – شيعة وسنة – في شرف محلّه وعلوّ منزلته. وهو المعروف بـ(الطيّار) و(ذي الجناحين)، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، وقد استشهد قائداً في معركة مؤتة في السادس من جمادى الأولى سنة 8 للهجرة.
وسنذكر في المقام بعضَ فضائله السنيّة ومناقبه الشريفة من كتب الفريقين:
الأولى: مخلوق من طينة مرحومة:
عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم - وهو آخذ بيد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) -، وهو يقول: « يا معشر الأنصار، يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطلب، أنا محمّد رسول الله، ألا إنّي خُلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي: أنا وعليّ وحمزة وجعفر ». ينظر: الأمالي للصدوق ص275، الخصال ص204.
الثانية: شبيه النبيّ في خَلقه وخُلقه:
ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجعفر: « أنت أشبهتَ خَلقي وخُلقي ». ينظر مسند أحمد ج1 ص108، ص115، المستدرك ج3 ص120، وص211، المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص516، الآحاد والمثاني ج1 ص275، السنن الكبرى ج5 ص127، وغيرها.
وورد عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله). ينظر: مقاتل الطالبيين ص10، شرح الأخبار ج3 ص548،
وورد مثله عن ابن عبّاس عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ينظر: مسند أحمد ج1 ص230، المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص516،
ومثله عن البراء بن عازب عن النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ينظر: صحيح البخاري ج3 ص168، وج5 ص84، سنن الترمذي ج5 ص320، السنن الكبرى للبيهقي ج8 ص5، المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص516، السنن الكبرى ج5 ص168.
وورد عن عبيد الله بن أسلم – مولى النبيّ (صلى الله عليه وآله) –: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول لجعفر، وذكر مثله. ينظر مسند أحمد ج4 ص342.
الثالثة: خصال شكرها الله له:
عن جابر الجعفيّ، عن أبي جعفر الباقر (عليه السالم) قال: « أوحى الله عز وجل إلى رسوله (صلى الله عليه وآله): أنّي شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال، فدعاه النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فأخبره، فقا: لولا أنّ الله أخبرك ما أخبرتك: ما شربتُ خمراً قطّ، لأنّي علمت أن لو شربتها زال عقلي، وما كذبتُ قطّ، لأنّ الكذب ينقص المروءة، وما زنيت قطّ، لأنّي خفت أنّي إذا عملت عُمل بي، وما عبدتُ صنماً قط، لأنّي علمت أنّه لا يضرّ ولا ينفعّ. قال: فضرب النبيّ (صلى الله عليه وآله) يده على عاتقه، فقال: حقّ لله عزّ وجلّ أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة ».
ينظر: من لا يحضره الفقيه ج4 ص397، الأمالي للصدوق ص133، علل الشرائع ج2 ص558، روضة الواعظين ص269.
الرابعة: شرف بيت جعفر:
عن عيسى بن داود قال: حدثنا الإمام موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) - في قول الله عز وجل: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّه أَنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه يُسَبِّحُ لَه فِيها بِالْغُدُوِّ والآصالِ} - قال : « بيوت آل محمد: بيت عليّ وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر (عليهم السلام) ».
ينظر تأويل الآيات ج1 ص362، كنز جامع الفوائد ص185.
الخامسة: شدّة سرور النبيّ بقدومه من الحبشة:
وهذا الخبر معروف مشهور، فإنّه لمّا افتتح خير أتى البشير إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأخبره بأنّه جعفر بن أبي طالب قد جاء، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): « ما أدري بأيّهما أنّا أشدّ فرحاً: بقدوم جعفر، أو بفتح خيبر »، فلمّا قدم جعفر التزمه النبيّ وقبّل ما بين عينيه، ثمّ حباه بصلاة التسبيح، المعروفة بصلاة جعفر الطيّار وبصلاة الحبوة.
ولأطراف الحديث طرق كثيرة عند الفريقين، نذكر في المقام جملةً من الطرق لقول النبيّ: « ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحاً: بقدوم جعفر أو بفتح خيبر »، فنقول:
ورد الخبر عن أمير المؤمنين (عليه السلام). ينظر: المستدرك ج3 ص208، الكامل لابن عدي ج5 ص242.
وعن الإمام الباقر (عليه السلام). ينظر: قصص الأنبياء للراوندي ص345، إعلام الورى ج1 ص208.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام). ينظر: تهذيب الأحكام ج3 ص186، الأربعون حديثا للشهيد ص53.
وعن سيّدنا جعفر الطيّار (عليه السلام). ينظر: الأحاديث الطوال ص44.
وعن عبد الله بن جعفر الطيّار (عليه السلام). ينظر شعب الإيمان ج6 ص477.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاريّ. ينظر: المستدرك ج2 ص624.
وعن عبد الله بن عباس. ينظر بشارة المصطفى ص163.
وعن أبي جحيفة. ينظر المعجم الصغير ج1 ص19، المعجم الأوسط ج2 ص287، المعجم الكبير ج2 ص108.
وعن الشعبيّ مرسلاً. ينظر مقاتل الطالبيين ص6، المستدرك ج3 ص211، المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص516، شرح مشكل الآثار ج4 ص281، المعجم الكبير ج2 ص108.
السادسة: تفضيله على الأمّة:
ورد في أحاديث عديدة أنّ جعفر وحمزة هما أفضل الخلق بعد الأوصياء (عليهم السلام)، نذكر في المقام بعضها:
ورد عن أبي أيوب الأنصاريّ، قال: إنّ رسول الله مرض مرضة، فأتته فاطمة (عليها السلام) تعوده... فقال (صلى الله عليه وآله): « يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة عم أبيك ، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك ». ينظر الخصال ص412، الأمالي للطوسي ص155، مناقب أمير المؤمنين للكوفي ج1 ص254، شرح الأخبار ج1 ص118، مناقب علي لابن المغازلي ص106.
وورد الخبر أيضاً عن سلمان المحمّدي. ينظر كتاب سليم ص133، كمال الدين ص262.
وعن ابن عباس عن سلمان. ينظر تفسير فرات ص464.
وعن أبي سعيد الخدريّ. ينظر الغيبة للطوسي ص191، شرح الأخبار ج1 ص122، كشف الغمة ج1 ص152.
ورُوي عن أصبغ بن نباتة الحنظليّ قال: « رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم افتتح البصرة، وركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال : أيّها الناس، ألا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله؟ فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال: بلى يا أمير المؤمنين، حدّثنا فإنّك كنتَ تشهدُ ونغيبُ، فقال: إنّ خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب، لا ينكر فضلهم إلّا كافر، ولا يجحد به إلّا جاحد، فقام عمار بن ياسر (رحمه الله)، فقال: يا أمير المؤمنين، سمّهم لنا لنعرفهم، فقال: إنّ خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل، وإنّ أفضل الرسل محمّد (صلى الله عليه وآله)، وإنّ أفضل كلّ أمّة بعد نبيها وصيّ نبيها حتّى يدركه نبيّ، ألا وإنّ أفضل الأوصياء وصيّ محمّد (عليه وآله السلام)، ألا وإنّ أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء، ألا وإنّ أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة، لم يُنحل أحد من هذه الأمة جناحان غيره، شيء كرّم الله به محمّداً (صلى الله عليه وآله) وشرّفه، والسبطان الحسن والحسين والمهديّ (عليهم السلام)، يجعله الله مَن شاء منّا أهل البيت، ثم تلا هذه الآية: {ومَنْ يُطِعِ الله والرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ وحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً . ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ الله وكَفى بِالله عَلِيما} ». ينظر الكافي ج1 ص450، تفسير فرات ص112.
وعن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: « إذا جمع الله الأوّلين والآخرين، فخير الناس سبعة، كلّهم من ولد عبد المطلب، يُدعى نبيّكم خير الأنبياء، من ولد عبد المطلب، ووصيّي نبيّكم سيّد الأوصياء من ولد عبد المطلب، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، من ولد عبد المطلب، وحمزة سيّد الشهداء من ولد عبد المطلب، وجعفر ذو الجناحين من ولد عبد المطلب، والمهديّ الذي يخرج في آخر الزمان من ولد عبد المطلب، نحلة من الله لم يُعطَ الأوّلين والآخرين مثلها ». ينظر المسترشد ص611.
وورد عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): « منّا سبعة خلقهم الله عز وجل، لم يخلق في الأرض مثلهم: منّا رسول الله (ص) سيّد الأولين والآخرين وخاتم النبيّين، ووصيّه خير الوصيين، وسبطاه خير الأسباط حسناً وحسيناً، وسيّد الشهداء حمزة عمّه، ومَن قد طار مع الملائكة جعفر، والقائم ». ينظر قرب الإسناد ص25.
وورد عن أبي ذرّ والمقداد وسلمان (رضي الله عنهم، قالوا: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله: « .. يا أيّها الناس، إنّ الله نظر نظرة ثالثةً، فاختار منهم بعدي اثني عشر وصيّاً من أهل بيتي، وهم خيار أمّتي منهم أحد عشر إماماً بعد أخي... أوّل الأئمة أخي عليّ خيرهم، ثمّ ابني الحسن، ثمّ ابني الحسين، ثمّ تسعة من ولد الحسين، وأمّهم ابنتي فاطمة (صلوات الله عليهم). ثم من بعدهم جعفر بن أبي طالب ابن عمّي وأخو أخي، وعمّي حمزة بن عبد المطلب ». ينظر كتاب سليم ص236، الروضة في فضائل أمير المؤمنين ص125، در بحر المناقب (مخطوط).
وورد عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « خير الناس: حمزة وجعفر وعليّ ». ينظر مقاتل الطالبيين ص9، شرح نهج البلاغة ج15 ص72.
وورد عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « .. إنّ إلهي اختارني في ثلاثة من أهل بيتي، وأنا سيد الثلاثة وأتقاهم لله ولا فخر، اختارني وعليّاً وجعفراً ابني أبي طالب وحمزة بن عبد المطّلب، كنّا رقوداً بالأبطح ليس منا إلّا مسجّى بثوبه على وجهه، عليّ بن أبي طالب عن يميني، وجعفر بن أبي طالب عن يساري، وحمزة بن عبد المطّلب عند رجليّ، فما نبّهني عن رقدتي غير خفيف أجنحة الملائكة، وبرد ذراع عليّ بن أبي طالب في صدري، فانتبهت من رقدتي وجبرئيل في ثلاثة أملاك، يقول له أحد الاملاك الثلاثة: إلى أيّ هؤلاء الأربعة أرسلت؟ فرفسني برجله فقال: إلى هذا، قال: ومَن هذا؟ يستفهمه، فقال: هذا محمّد سيّد النبيّين (صلى الله عليه وآله)، وهذا عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وهذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنّة، وهذا حمزة بن عبد المطّلب سيّد الشهداء ». ينظر تفسير القمي ج2 ص348.
وعن ابن عبّاس نحوه. ينظر: تفسير فرات ص340، مناقب الإمام عليّ للكوفي ج1 ص127، الأمالي للشجري ج1 ص151، كنز العمال ج13 ص643.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه. ينظر الأمالي للطوسي ص723، تفسير القمي ج2 ص13.
السابعة: لو كان جعفر حيّاً حين انقلاب السقيفة:
ورد عن سليم، قال: كنا جلوساً حول أمير المؤمنين (عليه السلام) وعنده جماعة من أصحابه، فقال له قائل: يا أمير المؤمنين، لو استنفرت الناس فقام وخطب وقال: « ألا إنّي قد استنفرتكم فلم تنفروا... ثمّ حملت فاطمة وأخذت بيد ابني الحسن والحسين، فلم أدع أحداً من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي ودعوتهم إلى نصرتي فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة رهط سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير ولم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به ولا أقوى به، أما حمزة فقُتل يوم أحد وأما جعفر فقُتل يوم مؤتة » ينظر: كتاب سليم ج2 ص661، إرشاد القلوب ج2 ص394.
وعن سدير قال: كنا عند أبي جعفر (عليه السلام)، فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم (صلى الله عليه وآله) واستذلالهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال رجل من القوم: أصلحك الله، فأين كان عزّ بني هاشم وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): « ومَن كان بقي من بني هاشم؟ إنما كان جعفر وحمزة فمضيا... أما والله، لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرته ما وصلا إلى ما وصلا إليه، ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما » ينظر الكافي ج8 ص189.
وعن الشعبي عن شريح القاضي قال: خطب عليّ بعد ما افتتحت مصر، ثمّ قال: « وإنّي مخرج إليكم كتاباً، وكتب: من عبد الله علي أمير المؤمنين... وكان نبيّ الله عهد إليّ فقال: يا ابن أبي طالب لك ولاية أمتي من بعدي، فإن ولّوك في عافية واجتمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه، فإن الله سيجعل لك مخرجاً، فنظرت فإذا ليس معي رافد ولا ذاب، ولا مساعد إلا أهل بيتي، فضننت بهم على الموت والهلاك، ولو كان بهم حمزة وأخي جعفر ما بايعت كرهاً، فأغضيت على القذى وتجرّعت الشجى..». ينظر: المسترشد ص408-417.
وعن أبي أسامة زيد الشحام قال : قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، إنّهم يقولون: ما منع عليّاً إنْ كان له حقّ أن يقوم بحقّه؟ فقال: « إنّ الله لم يكلف هذا أحداً إلّا نبيّه (عليه وآله السلام)، قال له: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلّا نفسك}، وقال لغيره: {إلا متحرفاً لقتال أو متحيّزاً إلى فئة}، فعليّ لم يجد فئة، ولو وجد فئة لقاتل، ثم قال: لو كان جعفر وحمزة حيّين، إنّما بقي رجلان ». ينظر: تفسير العياشي ج2 ص51.
الثامنة: غبطة الأنبياء:
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : « إنّ من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء، تحابّوا بروح الله على غير مال ولا عرض من الدنيا، وجوههم نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا، أتدرون مَن هم؟ قلنا: لا يا رسول الله، قال: هم عليّ بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر وعقيل، ثمّ قرأ رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. ينظر شواهد التنزيل ج1 ص354.
التاسعة: شاهد على الأنبياء:
عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ذات يوم فقال لي : « إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق، كان نوح (صلى الله عليه) أوّل مَن يُدعَى به فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال له: مَن يشهد لك؟ فيقول: محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فيخرج نوح (عليه السلام)، فيتخطّى الناسَ حتّى يجيء إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) وهو على كثيب المسك ومعه عليّ (عليه السلام)، وهو قول الله عز وجل: {فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا}، فيقول نوح لمحمّد (صلى الله عليه وآله): يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى سألني هل بلغت؟ فقلت: نعم، فقال: مَن يشهد لك؟ فقلت: محمّد (صلى الله عليه وآله)، فيقول: يا جعفر، يا حمزة، اذهبا واشهدا له أنّه قد بلغ. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء (عليهم السلام) بما بلّغوا، فقلت: جعلت فداك، فعليّ (عليه السلام) أين هو؟ فقال: هو أعظم منزلة من ذلك » [الكافي ج8 ص267].
العاشرة: سادة أهل الجنّة:
ورد عن سلمان الفارسيّ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): « نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنّة: أنا وعليّ وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهديّ ». ينظر كتاب سليم ص380.
وورد مثله عن أنس بن مالك عن النبيّ (ص) في كتب الفريقين، ينظر: الأمالي للصدوق ص562، الغيبة للطوسي ص183، بشارة المصطفى ص329، شرح الأخبار ج2 ص501، سنن ابن ماجه ج2 ص1368، المستدرك ج3 ص211، طبقات المحدثين بأصبهان ج2 ص291، معرفة الصحابة ج5 ص365، المناقب لابن المغازلي ص48، وغيرها.
والحمد لله ربّ العالمين
اترك تعليق