عمرُ السيدة خديجة

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما السؤال الأول: عمر السيّدة خديجة (عليها السلام) حين زواجها من النبيّ (صلى الله عليه وآله):

فقد وقع خلاف بين المؤرّخين وأهل السير في تحديد ذلك على أقوال ثمانية، وهذه أهم الأقوال مع الإشارة لبعض مصادرها، وقد رجّح كلَّ قولٍ منها بعضُ العلماء:

1ـ 25 سنة. ينظر: دلائل النبوة ج2 ص71، البداية والنهاية ج2 ص294.

2ـ 28 سنة. ينظر: المستدرك ج3 ص183، شذرات الذهب ج1 ص14.

3ـ 40 سنة. ينظر: أسد الغابة ج7 ص80، تاريخ الإسلام ج2 ص152.

أما السؤال الثاني: عمر السيّدة خديجة (عليها السلام) عند ولادة الصدّيقة الكبرى (عليها السلام):

فالجواب عنه يعتمد على معرفة ثلاثة أمور:

الأوّل: عمر السيّدة خديجة (عليها السلام) عند زواجها من النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وقد تقدّم: أنّ فيه خلافاً على أقوال عديدة.

الثاني: عمر النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) عند زواجه من خديجة (عليها السلام)، فإنّ فيه خلاف، وإنْ كان المعروف أنّ عمره خمس وعشرون سنة.

الثالث: تاريخ ولادة السيّدة الزهراء (عليها السلام)، وفيه خلاف على أقوال، وعمدتها عند الإماميّة هو السنة الخامسة بعد البعثة.

وبناءً على ذلك:

لو قلنا: إنّ عمر كلّ من النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) والسيدة خديجة (عليها السلام) كان 25 سنة، فينبغي أن يكون عمرها عند ولادة الزهراء (عليها السلام) 45 سنة؛ باعتبار أنّ البعثة كانت بعد الزواج بخمس عشرة سنة.

ولو قلنا: إنّ عمر السيّدة خديجة (عليها السلام) كان 28 سنة، فينبغي أن يكون عمرها عند ولادة الزهراء (عليها السلام) 48 سنة.

ولو قلنا: إنّ عمرها عند الزواج كان 40 سنة، فينبغي أن يكون عمرها عند ولادة الزهراء (عليها السلام) 60 سنة. ولكن بناء عليه، ينبغي أن يكون عمرها عند وفاتها في السنة العاشرة للبعثة 65 سنة. وهذا غير مرضيّ، فإنّ الحاكم لمّا حينما روى عن هشام بن عروة قوله: إنّ خديجة قد توفيت وعمرها خمس وستون سنة، قال: (هذا قول شاذّ، فإنّ الذي عندي: أنّها لم تبلغ ستّين سنة) [المستدرك ج3 ص182].

والحمد لله ربّ العالمين.