أحاديث أم المؤمنين خديجة
السؤال: لماذا أمنا خديجة (ع) لا يوجد لها حديث أكثر في الكتب مثل عائشة، مع أنها عاشت مع النبي (ص) أكثر من عائشة؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الطبيعي أن تندر أحاديث السيّدة خديجة (عليها السلام)؛ لأنّها توفيت في حياة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) في مكّة المكرّمة، وأكثر الأحكام لَـم تُشرَّع بعدُ، وكان المسلمون آنذاك قلّة قليلة، ولو احتاجوا لشيء لذهبوا للنبيّ (صلى الله عليه وآله) مباشرة لا لزوجته.
وذلك ينطبق على كثيرٍ ممّن استشهد أو توفّي في حياة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، خصوصاً النساء منهم لاختصاصهن بالستر والحجاب، كالسيّدة فاطمة بنت أسد، وسيّدنا الحمزة بن عبد المطلب، وسيّدنا جعفر بن أبي طالب (عليهم السلام)، وياسر وسميّة والدا عمّار بن ياسر (رضي الله عنهم)، وشهداء بدر وأحد وغيرهم.
وأمّـا كثرة أحاديث عائشة بنت أبي بكر فهو موضع تعجّب واستغراب، فإنّ أحاديث غيرها من زوجات النبيّ اللاتي بقيت بعده – أعني أمّ سلمة وأمّ حبيبة وميمونة وحفصة وصفيّة وزينب وجويرية وسودة – بلغت (621) حديث، في حين بلغت أحاديث عائشة لوحدها (2210) حديث. مع أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) توفّي عنها ولها من العمر ثمان عشرة سنة، فهي كانت مع النبيّ في زمان طفولتها ومراهقتها، لا زمان رشدها الفكريّ لتروي هذا الكمّ الهائل من الأحاديث، بخلاف غيرها.
ولا نعجب مثل هذه الكثرة ممّن خرجت من بيتها تقود جيشاً جرّاراً لتحارب إمام زمانها، وتسبّبت بمقتل عدد هائل من المسلمين، تتراوح أعدادهم ما بين (7.000) وبين (30.000) قتيلاً - حسب اختلاف الأخبار -، مع أنّها أُمرَت بالنصّ القرآنيّ بالبقاء في البيت!!
وقد كتبنا في ذلك بعض الأجوبة يمكن مراجعتها.
والحمد لله رب العالمين
اترك تعليق