أجنحة الملائكة

السؤال: ما هي فائدة الأجنحة للملائكة؟ علماً أنّها من المفروض أنّها كائنات نورانيّة، وليست كائنات مادية تحتاج لأجنحة للطيران في الهواء مثل الطيور.

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّ الأجنحة ثابتة للملائكة بالنصّ القرآنيّ والأحاديث المتواترة، يقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [سورة فاطر: 1].

والأجنحة جمع جناح، وهو من الطائر بمنزلة اليد من الانسان، يتوسّل به إلى الصعود إلى الجوّ والنزول منه، والانتقال من مكان إلى مكان بالطيران، فوجود الملك مجهّز بما يفعل به نظير ما يفعله الطائر بجناحه، فينتقل به من السماء إلى الأرض بأمر الله، ويعرج به منها إليها، ومن أيّ موضع إلى أيّ موضع، [ينظر تفسير الميزان ج17 ص7].

والملائكة عند المسلمين أجسام لطيفة نورانيّة، قادرة على التشكّل بأشكال مختلفة، فإذا كانت كذلك فلا مانع أن تكون لها أجنحة تحلّق بها.

قال العلّامة المجلسيّ: (اعلم أنّه أجمعت الإماميّة، بل جميع المسلمين، إلّا مَن شذّ منهم من المتفلسفين - الذين أدخلوا أنفسهم بين المسلمين؛ لتخريب أصولهم، وتضييع عقائدهم - على وجود الملائكة، وأنّهم أجسام لطيفة نورانيّة، أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع وأكثر، قادرون على التشكّل بالأشكال المختلفة، وأنّه سبحانه يورد عليهم بقدرته ما يشاء من الأشكال والصور على حسب الحِكم والمصالح، ولهم حركات صعوداً و هبوطاً، وكانوا يراهم الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام). والقولُ بتجردهم وتأويلهم بالعقول والنفوس الفلكية والقوى والطبائع وتأويل الآيات المتظافرة والأخبار المتواترة - تعويلاً على شبهات واهية، واستبعادات وهميّة - زيغٌ عن سبيل الهدى ، واتّباع لأهل الجهل والعمى) [بحار الأنوار ج56 ص202-203].

والحمد لله ربّ العالمين