أمير المؤمنين (ع) في معركة بدر

السؤال: نسمع أن لأمير المؤمنين (عليه السلام) أدواراً مهمّة في معركة بدر، ممكن شرحها لنا؟

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى أنّ الإسلام المحمديّ ما قام إلّا بجهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما هو معروف مشهور بين الخاصّ والعام، ولم يختلف العلماء أنّ له المواقف المشهودة في المعارك والمشاهد، ومن جملتها معركة بدر الكبرى، وهي أُولى معارك المسلمين مع المشركين بعد أن هاجر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنوّرة، وكانت أُولى المعارك التي شارك فيها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأظهر فيها بسالة وشجاعة تفوق الخيال.

نذكر في المقام بعض المواقف العظيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأدواره الجليلة في هذه المعركة الخطيرة:

1ـ راية النبيّ (ص) مع عليّ (ع):

كانت راية النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في معركة بدر، بل في سائر المواقف والمشاهد، وفي ذلك نصوص وفيرة، نكتفي بما قاله الشيخ المفيد – في معركة أحد -: (ثمّ تلت بدراً غزاةُ أحد، فكانت راية رسول الله - صلى الله عليه وآله - بيد أمير المؤمنين - عليه السلام - فيها، كما كانت بيده يوم بدر) [الإرشاد ج1 ص78].

وهذه الراية ليست كسائر الرايات، بل هي راية سماويّة، جاء بها جبرئيل (عليه السلام)، وهي من جملة خصائص الأئمّة (عليهم السلام)، وقد كانت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الجمل، ومن بعده تكون مع القائم المنتظر (عجل الله فرجه).

روى الشيخ النعمانيّ بالإسناد عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « لا يخرج القائم - عليه السلام - حتّى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم تكملة الحلق؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثمّ يهزّ الراية ويسير بها، فلا يبقى أحدٌ في المشرق ولا في المغرب إلّا لعنها، وهي راية رسول الله - صلى الله عليه وآله -، نزل بها جبرئيل يوم بدر، ثمّ قال: يا أبا محمّد، ما هي - والله – قطن، ولا كتّان، ولا قزّ، ولا حرير. قلت: فمن أيّ شيء هي؟ قال: من ورق الجنّة، نشرها رسول الله - صلى الله عليه وآله - يوم بدر، ثمّ لفّها ودفعها إلى عليّ - عليه السلام -، فلم تزل عند عليّ - عليه السلام - حتّى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين - عليه السلام -، ففتح الله عليه، ثمّ لفّها، وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتّى يقوم القائم - عليه السلام -، فإذا هو قام نشرها فلم يبقَ أحدٌ في المشرق والمغرب إلّا لعنها، ويسير الرعب قدّامها شهراً، وورائها شهراً، وعن يمينها شهراً، وعن يسارها شهراً » [الغيبة ص320].

وروى النعمانيّ بالإسناد عن أبي حمزة الثماليّ قال: « قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا ثابت، كأنّي بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا - وأومأ بيده إلى ناحية الكوفة -، فإذا هو أشرف على نجفكم نشر راية رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فإذا هو نشرها انحطّت عليه ملائكة بدر. قلت: وما راية رسول الله - صلى الله عليه وآله -؟ قال: عمودها من عمد عرش الله ورحمته، وسائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شيء إلّا أهلكه الله... » [الغيبة ص321].

2ـ علي (ع) قاتل الفرسان الثلاثة:

كان أوّل مَن برز للقتال من المشركين في بدر: عتبة وشيبة والوليد، وكانوا من فرسان قريش وشجعانها، فبرز لهم ثلاثة من الأنصار، فأرجعهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبدأ بأهل بيته (عليهم السلام)، فقال: « قم يا عبيدة، قم يا عمّ، قم يا عليّ، فاطلبوا بحقّكم الذي جعله الله لكم.. ».

فقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الوليد، وجاء فوجد حمزة معتنقاً شيبة بعد أن تثلمت في أيديهما السيوف، فقال: يا عمّ، طأطئ رأسك، فأدخل رأسه في صدر شيبة، فاعترضه أمير المؤمنين بالسيف، وطيّر رأسه، وجاء فوجد عتبة قد قطع رجل عبيدة وفلق عبيدة هامته، فجاء وأجهز على عتبة، وبهذا يكون أمير المؤمنين (عليه السلام) قد كان له النصيب في قتل الثلاثة.

جاء في كتابٍ لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى معاوية: « فأنا أبو حسن حقّاً، قاتل جدّك عتبة، وعمّك شيبة، وخالك الوليد، وأخيك حنظلة، الذين سفك الله دماءهم على يدي في يوم بدر، وذلك السيف معي، وبذلك القلب ألقى عدوّي » [الفتوح ج2 ص435، نهج البلاغة ج3 ص13].

وقال السيّد الحميريّ في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

وله ببدرٍ وقعةٌ مشهورةٌ * كانت على أهلِ الشقاء دمارا

فأذاقَ شيبةَ والوليدَ منية * إذ صبحاه جحفلاً جرارا

وأذاق عتبة مثلها أهوى لها * عضباً صقيلاً مرهفا [ديوان الحميري ص215].

3ـ علي (ع) قاتل شطر جيش الشرك:

قال ابن شهر آشوب: (ولقد فُسِّر قوله: {ولقد كنتم تمنون الموت} يعني عليّاً؛ لأنّ الكفّار كانوا يسمّونه الموت الأحمر، سمّوه يوم بدر؛ لعظم بلائه ونكايته) [مناقب آل أبي طالب ج1 ص343]، وروى ابن شاذان عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): « لعليّ سبعة عشر اسماً، فقال ابن عبّاس: أخبرنا ما هي يا رسول الله؟ فقال: اسمه عند العرب عليّ، وعند أمّه حيدرة... وعند الكافرين الموت الأحمر.. » [الفضائل ص175].

وقد نُقل: أنّه كانت قريش إذا رأت أمير المؤمنين في كتيبة تواصت؛ خوفاً منه، ونظر إليه رجل - وقد شقّ العسكر - فقال: قد علمتُ أنّ ملك الموت في الجانب الذي فيه عليّ [محاضرات الأدباء ج3 ص138].

ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) – في حديث بدر -: « لقد كان يُسأل الجريح من المشركين، فيُقال له: مَن جرحك؟ فيقول: علي بن أبي طالب، فإذا قالها مات » [الفصول المختارة ص294].

وورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: « أتى رأس اليهود عليَّ بن أبي طالب – عليه السلام – عند منصرفه عن وقعة النهروان وهو جالس في مسجد الكوفة... قال – عليه السلام -: ... أمّا الثالثة يا أخا اليهود، فإنّ ابني ربيعة وابن عتبة كانوا فرسان قريش، دعوا إلى البراز يوم بدر، فلم يبرز لهم خلق من قريش، فأنهضني رسول الله - صلى الله عليه وآله - مع صاحبي - رضي الله عنهما -، وقد فعل وأنا أحدث أصحابي سناً وأقلهم للحرب تجربةً، فقتل الله عزّ وجلّ بيدي وليداً وشيبةً، سوى من قتلت من جحاجحة قريش في ذلك اليوم، وسوى مَن أسرت، وكان منّي أكثر ممّا كان من أصحابي...» [الخصال ص367].

قال الشيخ المفيد – عند كلامه عن معركة بدر -: (لم يزل - عليه السلام - يقتل واحداً منهم بعد واحد، حتّى أتى على شطر المقتولين منهم، وكانوا سبعين قتيلاً تولّى كافّةُ مَن حضر بدراً من المؤمنين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين قتل الشطر منهم، وتولّى أميرُ المؤمنين قتلَ الشطر الآخر وحده، بمعونة الله له وتوفيقه وتأييده ونصره ، وكان الفتح له بذلك وعلى يديه..)، ثمّ قال: (وقد أثبت رواة العامّة والخاصّة معاً أسماء الذين تولّى أميرُ المؤمنين - عليه السلام - قتلَهم ببدر من المشركين، على اتّفاقٍ فيما نقلوه من ذلك واصطلاح، فكان ممّن سمّوه: الوليد بن عتبة...)، ثمّ قال: (فذلك خمسة وثلاثون رجلاً، سوى مَن اختُلف فيه، أو شرك أمير المؤمنين - عليه السلام - فيه غيره، وهم أكثر من شطر المقتولين ببدر) [الإرشاد ج1 ص69-73].

4ـ سلام الملائكة العظام على أمير المؤمنين (ع):

ورد عن عبد الله بن عباس قال: « انتدب رسول الله - صلى الله عليه وآله - الناس ليلة بدر إلى الماء، فانتدب عليّ فخرج، وكانت ليلة باردة ذات ريح وظلمة، فخرج بقربته، فلمّا كان إلى القليب لم يجد دلواً، فنزل في الجبّ تلك الساعة فملأ قربته، ثمّ أقبل، فاستقبلته ريح شديدة، فجلس حتّى مضت ثمّ قام، ثمّ مرّت به أخرى، فجلس حتّى مضت ثمّ قام، ثمّ مرّت به أخرى، فجلس حتّى مضت، ثم قام. فلمّا جاء قال له النبيّ - صلى الله عليه وآله -: ما حبسك يا أبا الحسن؟ فقال: لقيت ريحاً، ثمّ ريحاً، ثمّ ريحاً شديدة، فأصابتني قشعريرة، فقال: أتدري ما كان ذلك يا عليّ؟ فقال: لا، فقال: ذلك جبرئيل في ألفٍ من الملائكة وقد سلّم عليك وسلمّوا، ثمّ مرّ ميكائيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك وسلّموا، ثمّ مرّ إسرافيل في ألف من الملائكة فسلّم عليك وسلّموا » [قرب الإسناد ص112].

وورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: « لـمّا كانت ليلة بدر قال رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم -: مَن ‌يستقي ‌لنا ‌من ‌الماء؟ فأحجم الناس، فقام عليّ، فاحتضن قربة، ثمّ أتى بئراً بعيدة القعر مظلمة، فانحدر فيها، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل: تأهّبوا لنصر محمّد - عليه السلام - وحزبه، فهبطوا من السماء، لهم لغط يذعر مَن سمعه، فلمّا حاذوا البئر سلّموا عليه من عند آخرهم إكراماً وتجليلاً » [فضائل الصحابة ج2 ص، فضائل الخلفاء 49، شرح مذاهب أهل السنة ص132، تاريخ دمشق ج42 ص337].

قال ابن شاهين – بعد ذكر الحديث -: (تفرّد علي بهذه الفضيلة، لم يشركه فيها أحد) [شرح مذاهب أهل السنة ص132]، وقال أبو نعيم الأصبهانيّ: (ذكر فضيلة أخرى لأمير المؤمنين علي، لا يشركه فيها أحد)، ثمّ ذكر الحديث [فضائل الخلفاء 49].

ورُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال – بعد قتل عثمان، حين ناشد القوم -: « نشدتكم الله، هل فيكم أحد سلم عليه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في ثلاثة ألف من الملائكة يوم بدر غيري؟ قالوا: اللهمّ لا » [بصائر الدرجات ص115]. ونحوه في [أمالي الطوسي ص545].

وورد عن سعيد بن جبير، قال: « أتيت عبد الله بن عباس فقلت: يا بن عمّ رسول الله، إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب، واختلاف الناس فيه، فقال ابن عبّاس: يا ابن جبير، جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمّة بعد محمّد نبيّ الله، جئتني تسألني عن رجلٍ كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة، وهي ليلة القربة... » [أمالي الصدوق ص652].

وقال السيّد الحميريّ:

وسلّم جبريل وميكال ليلة * عليه وإسرافيل حيّاه معربا

أحاطوا به في ردئه جاء يستقي * وكان على ألف بها قد تحزّبا

ثلاثة آلاف ملائك سلّموا * عليه فأدناهم وحيا ورحبا [مناقب آل أبي طالب ج2 ص80].

وقال السيّد الشاعر:

ذاك الذي سلّم في ليلة * عليه ميكال وجبريل

ميكال في ألف وجبريل في * ألف ويتلوهم اسرافيل [الاختصاص ص159].

5ـ الملائكة في صورة أمير المؤمنين (ع):

ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: « إنّ الملائكة الذين أيّدني الله بهم على صورة عليّ بن أبي طالب، ليكون ذلك أهيب لهم في صدور الأعداء » [الفصول المختارة ص295، مناقب آل أبي طالب ج2 ص79].

وقال قطب الدين الراونديّ: (ولا يخفى أنّ يوم بدر كانت الملائكة المنزلون لنصرة رسول الله - صلى الله عليه وآله - كلّهم كانوا على صورة عليّ - عليه السلام -، ليكونوا في قلوب الكفّار أهيب) [الخرائج والجرائح ج2 ص812].

6ـ استبشار الملائكة ببطولات أمير المؤمنين (ع):

ورد عن جابر بن عبد الله قال: « استبشرت الملائكة يوم بدر وحنين بكشف عليّ - عليه السلام - الأحزاب عن وجه رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فمَن لم يستبشر برؤية عليّ - عليه السلام - فعليه لعنة الله » [الأمالي للصدوق ص315].

7ـ لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار:

ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: « نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي » [مناقب ابن المغازلي ص140].

وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): « نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له: الرضوان، لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي » [روضة الواعظين ص128].

وورد أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في يوم الشورى: « قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد نودي باسمه من السماء يوم بدر: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي غيري ؟ قالوا : لا » [الاحتجاج ج1 ص200].

8ـ إعطائه (ع) الحصيات للنبيّ (ص):

قال الشيخ المفيد – بعد ذكر قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) شطر جيش المشركين -: (وختم الأمر بمناولة النبيّ - صلى الله عليه وآله - كفّاً من الحصى، فرمى بها في وجوههم، وقال: « شاهت الوجوه »، فلم يبقَ أحدٌ منهم إلّا ولّى الدبر لذلك منهزماً) [الإرشاد ج1 ص69].

ورُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: « لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محّمد - صلى الله عليه وآله - أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا وقد شركته فيها وفضلته، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم، قلتُ: يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن، فقال - عليه السلام -: إنّ أوّل منقبة لي أنّي لم أشرك بالله طرفة عين، ولم أعبد اللات والعزى... – إلى أن قال - ... وأمّا الخامسة والثلاثون: فإنّ رسول الله - صلى الله عليه وآله - وجّهني يوم بدر فقال: ائتني بكفّ حصيّات مجموعة في مكان واحد، فأخذتها، ثمّ شممتها، فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك، فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين، وتلك الحصيات: أربع منها كُنّ من الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً لنا، لم يُكرِم الله عزّ وجلّ بهذه الفضلة أحداً قبلُ ولا بعدُ.. » [الخصال ص576].

9ـ تسمية عليّ بأمير المؤمنين (ع):

ورد عن ابن عباس قال: « كنّا جلوساً مع النبيّ - صلى الله عليه وآله - إذ دخل عليّ بن أبي طالب - عليه السلام -، فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال عليّ: وأنت حيّ يا رسول الله؟ فقال: نعم وأنا حيّ، وأنت - يا عليّ - مررتَ بنا أمس يومنا وأنا وجبرائيل في حديث ولم تسلّم، فقال جبرائيل: ما بال أمير المؤمنين مرّ بنا ولم يسلّم؟! أما والله لو سلّم لسررنا ورددنا عليه، فقال عليّ - عليه السلام -:يا رسول الله، رأيتك ودحية استخليتما في حديثٍ، فكرهت أن أقطعه عليكما، فقال النبيّ - صلى الله عليه وآله -: أما إنّه لم يكن دحية، وإنّما كان جبرائيل - عليه السلام -، فقلتُ: يا جبرائيل، كيف سمّيته أمير المؤمنين؟ فقال: كان والله في غزوة بدر: أن اهبط على محمّد، فمره أن يأمر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أن يجول بين الصفّين، فسمّاه الله تعالى من السماء أمير المؤمنين. فأنت - يا عليّ - أمير مَن في السماء، وأمير مَن في الأرض، وأمير مَن مضى، وأمير مَن بقي، فلا أمير قبلك، ولا أمير بعدك، لأنّه لا يجوز أن يُسمّى بهذا الاسم من لم يسمّه الله تعالى به » [المائة منقبة ص51، مناقب آل أبي طالب ج3 ص253، التحصين ص569، اليقين ص241، نهج الإيمان ص470].

10ـ أمير المؤمنين (ع) يتعاهد النبيّ (ص) في المعركة:

وإنّ من أعظم المواقف لأمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه في نصف المعركة كان يتفقّد حال النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) ويتعاهده كلّ ساعة..

روى ابن سعد والنسائيّ والحاكم وغيرهم بالإسناد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: « لـمّا كان يوم بدر قاتلتُ شيئاً من قتالٍ، ثمّ جئتُ مسرعاً لأنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما فعل، فجئتُ فأجده وهو ساجد يقول: يا حيّ يا قيّوم، لا يزيد عليها، فرجعتُ إلى القتال، ثمّ جئتُ وهو ساجد يقول ذلك، ثمّ ذهبت إلى القتال، ثمّ جئتُ وهو ساجد يقول ذلك، فلم يزل يقول ذلك حتّى فتح الله عليه » [الطبقات الكبرى ج2 ص26، السنن الكبرى ج6 ص157، المستدرك ج1 ص222].

والحمد لله رب العالمين