أين اختفت خطب رسول الله (ص) يوم الجمعة؟

السؤال: لسنوات والرسول (ص) يخطب كل جمعة ولم تنقل إلينا سوى خطبة واحدة بينما نقلت إلينا عشرات الروايات تخصّ تفاصيل جدّاً حساسة في بيته مع أزواجه؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجواب:

ذكرنا في إجابة سابقة بأن الأحداث الرهيبة التي عصفت بالتاريخ الإسلامي منعته من السير بحسب ما خطّط له صاحب الرسالة، فمن المفترض أنْ تعود شؤون الرسالة ومسيرتها المستقبليّة إلى القيادات التي انتخبها الله ورسوله، إلا أنّ الذي حدث هو استبعاد الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) عن تحمّل أعباء الرسالة، وفي المقابل تسلّل إلى مركز القيادة من لا معرفة لهم بفلسفة الرسالة أو تأسيساتها المعرفيّة التي تحافظ على امتدادها في عمق التاريخ الإنسانيّ، الأمر الذي تسبّب في تعسّر حركة الإسلام وضياع بعض تعليماته، والتأخر في تحقيق أهدافه وغاياته.

وما تشهده الأمّة الإسلاميّة من تباينات على كلّ المستويات يعود إلى تلك الفترة التاريخيّة التي انحرفت فيها الأمّة عن قيادة أهل البيت (عليهم السلام) والحيلولة دون تمكّنهم من القيام بأدوارهم المنوطة بهم، فضاع الكثير من الموروث الإسلاميّ، عندما مارست السلطة الحاكمة أدواراً سلبيّة في ما يخصّ حفظ وجمع تراث رسول الله (ص) فمنعت من كتابة الحديث تارةً وحرقها تارةً أخرى؛ بل وصل بهم الخلاف حول جمع القرآن وكتابته إلى الحدّ الذي تمّ فيه حرق بعض مصاحف الصحابة.

ومن هنا يجب تحميل السلطة السياسيّة مسؤولية القصور في جمع وتوثيق التراث الإسلامي.

وقد تعرّضت خطب الرسول (ص) لنفس الإهمال وعدم الاعتناء، حيث أهمل الصحابة – وكذلك التاريخ - نقل جميع خطب الجمعة التي ألقاها رسول الله (ص)، وليس بحوزتنا كتاباً مختصّاً بخطب الجمعة التي ألقاها رسول الله (ص) مرتبّة ومبوّبة بحسب التسلسل الزمني، وما هو موجود بعض الكتب التي جمع فيها كلّ ما ينسب للنبي (ص) من خطب، وللوقوف على تلك المصنفات يمكن الرجوع إلى موقعنا الرصد العقائدي تحت عنوان: (لماذا لا توجدُ خطبٌ كاملةٌ للنبيّ محمّدٍ (ص) بالرغمِ مِن طولِ دعوتِه لماذا لم يتمَّ تدوينُ وتناقلُ خُطبِه الشريفة؟) وعلى الرابط التالي:

https://alrasd.net/arabic/3707