الموقف من الصحابيّ أبي موسى الاشعريّ

السؤال : ما موقف علماء الشيعة الإماميّة من الصحابي أبي موسى الأشعري؟

: الشيخ مروان خليفات

الجواب :

اعلم أخي القارئ الكريم أنّ أبا موسى الأشعري، هو أحد أصحاب النبيّ (ص)، واسمه: عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب من بني الأشعر من قحطان ، توفي سنة 44هـ. وموقف علماء الشيعة منه نابع من موقف أئمّة أهل البيت (ع) منه ، فالرجل مشهور بعداوته لأهل البيت (ع) واتّخاذه لقرار خلع أمير المؤمنين (ع) من الخلافة بالتوافق مع ابن العاصي، في قضيّة التحكيم الشهيرة أمر ثابت، وهذه بعض الروايات والأقوال بحقّه.

1- روى الشيخ المفيد ( ت 413هـ) : (عن زياد بن يزيد ، عن أبيه ، عن جدّه فروة الظفاريّ قال : سمعت سلمان رحمه الله يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : تفترق أمتي ثلاث فرق : فرقة على الحقّ لا ينقض الباطل منه شيئا ، يحبّوني ويحبّون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهب الجيّد كلّما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده إلّا جودة ... وفرقة مدهدهة على ملّة السامريّ ، لا يقولون : لا مساس لكنهم يقولون : لا قتال ، إمامهم عبد الله بن قيس الأشعريّ). الأمالي، الشيخ المفيد، (ص ٣٠).

وقال الشيخ ذاكرا ذمّ الإمام عليّ (ع) له : ( دعا الحسن ابنه وعمّار بن ياسر وقيس بن سعد وبعثهم إلى أبي موسى وكتب معهم من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس، أمّا بعد : يا ابن الحايك والله إنّي كنت لا أرى بعدك من هذا الأمر الذي لم يجعلك الله له أهلا ولا جعل لك فيه نصيبا وقد بعثت لك الحسن وعمّارا وقيسا فأخل لهم المصر وأهله واعتزل عملنا مذموما مدحورا فإنّ فعلت وإلّا أمرتهم أن ينابذوك على سواء إنّ الله لا يحبّ الخائنين فإنّ أظهروا عليك قطّعوك إربا إربا...). الجمل، الشيخ المفيد، (ص ١٣٨).

2- روى الشيخ الطوسيّ( ت 460هـ) : (أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب ، قال : أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفرانيّ ، قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفيّ ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، قال : سمعت جابر بن يزيد الجعفيّ يقول : سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) يقول : حدّثني أبي، عن جدّي (عليهما السلام ) قال : لمّا توجّه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من المدينة إلى الناكثين بالبصرة نزل بالربذة ، فلما ارتحل منها لقيه عبد الله بن خليفة الطائيّ ، وقد نزل بمنزل يقال له فائد فقرّبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له عبد الله : الحمد لله الذي ردّ الحقّ إلى أهله ، ووضعه في موضعه ، كره ذلك قوم أو استبشروا به ، فقد والله كرهوا محمّدا ( صلّى الله عليه وآله ) ونابذوه وقاتلوه فردّ الله كيدهم في نحورهم ، وجعل دائرة السوء عليهم ، والله لنجاهدنّ معك في كلّ موطن حفظا لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله). فرحّب به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأجلسه إلى جنبه ، وكان له حبيبا ووليّا ، يسائله عن الناس ، إلى أن سأله عن أبي موسى الأشعريّ ، فقال : والله ما أنا واثق به ، وما آمن عليك خلافه إن وجد مساعدا على ذلك . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما كان عندي مؤتمنا ولا ناصحا ، ولقد كان الذين تقدّموني استولوا على مودّته وولّوه وسلّطوه بالأمر على الناس...). الأمالي، الشيخ الطوسيّ، (ص ١٠٠).

3- روى الشيخ الصدوق ( ت381هـ) رسالة الامام الرضا (ع) للمأمون ، وممّا جاء فيها قوله (ع) : (والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وقتلوا الأنصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين والبراءة من أهل الاستيثار ومن أبي موسى الأشعريّ وأهل ولايته). عيون أخبار الرضا ( ع )، الشيخ الصدوق، (ج ٢/، ص ١٣٣).

4- قال الشريف المرتضى ( ت 436هـ) : ( وروى الشعبيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام ، أنه قال : " ألا إنّ أئمّة الكفر في الاسلام خمسة طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعريّ " . وقد روي مثل ذلك عن عبد الله بن مسعود). الشافي في الامامة، ج ٤، الشريف المرتضى، (ص ٣٣١).

5- قال ابن أبي الحديد المعتزلي ( ت 656هـ) : ( وكان عليّ عليه السلام يقنت في صلاة الفجر وفي صلاة المغرب ، ويلعن معاوية ، وعمرا ، والمغيرة ، والوليد بن عقبة ، وأبا الأعور ، والضحاك بن قيس ، وبسر بن أرطاة ، وحبيب بن مسلمة ، وأبا موسى الأشعريّ ، ومروان بن الحكم ، وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه) . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، (ج ٤/ص ٧٩).

أمّا أقوال علمائنا، فمنها :

1- قول الشيخ الكراجكيّ (ت 449هـ) : (وأخبار أبي موسى الأشعريّ مقيم الفتنة ، ومضلّ الأمّة ، الذي أخبر النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه إمام الفرقة المرتدّة ). (التعجّب من أغلاط العامّة في مسألة الإمامة، أبي الفتح الكراجكيّ، (ص ١٥٢).

2- قال الشهيد نور الله التستريّ ( ت 1019هـ) : ( وكذا رواية أبي موسى الأشعريّ مقيم الفتنة مضلّ الأمّة الذي أخبر النبيّ ( ص ) أنّه إمام الفرقة المرتدّة). (إحقاق الحق، ص ٤).

3- قال الشيخ عبد الله المامقانيّ ( ت 1351هـ) : ( إنّ عداوة هذا الخبيث لأمير المؤمنين أشهر من كفر إبليس، وكفى بذلك أنّه خلع أمير المؤمنين ( ع ) عن الخلافة عند نصبه للتحكيم والقصّة مشهورة، وكان يوم الجمل يُقعّد بأهل الكوفة عن الجهاد معه ... وفي الخصال عن جماعة منهم علىّ بن أحمد الدقاق عن أبي العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان عن ابن عبد اللّه بن حبيب عن تميم بن بهلول عن سليمان بن حكيم عن عمرو بن يزيد عن مكحول عن أمير المؤمنين ( ع ) قال سمعت رسول اللّه ( ص ) يقول يحشر النّاس يوم القيمة على خمس رايات وعدّ الثالثة مع جاثليق هذه الأمّة وهو أبو موسى الأشعريّ، فضعف الرّجل ممّا لا ينبغي الرّيب فيه ). ( تنقيح المقال في علم الرجال ( ط . ق )، ج ٢، ، ص ٢٠٥).

4- قال السيّد حسن الصدر ( ت 1354هـ) : ( وكلّ هؤلاء من النواصب والخوارج، كما نصّ عليه جماعة ، منهم ابن حجر في التقريب وفتح الباري فراجع . ومنهم : أبو موسى الأشعريّ المعروف بالكذب ). (نهاية الدراية، السيد حسن الصدر، ص ٥٠٣).