بعض معجزات الإمام الحسن العسكريّ (ع)

السؤال : ممكن تزوّدونا ببعض معجزات الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام ؟

: الشيخ مروان خليفات

الجواب :

معجزات الإمام (ع) كثيرة، أحيل القارئ إلى الكتب المتخصّصة التي تناولت معجزات الائمّة (ع) مثل : عيون المعجزات لحسين بن عبد الوهّاب ، ونوادر المعجزات لابن رستم الطبريّ الشيعيّ، وإثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للشيخ الحرّ العامليّ وغير هذه الكتب .

وبناء على رغبة السائل فهذه بعض معاجز الإمام العسكريّ (ع) .

روى الشيخ الصدوق ( ت 381هـ) : ( حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصريّ قال : خرج عن أبي محمّد عليه السلام حين قتل الزبيريّ : هذا جزاء من افترى على الله تبارك وتعالى في أوليائه ، زعم أنّه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة الله عزّ وجلّ وولد له ولد وسمّاه " م ح م د " سنة ستٍّ وخمسين ومائتين). [كمال الدين وتمام النعمة، ص 460]

ونقل ابن الصبّاغ المالكيّ ( ت 855هـ ) المعجزة التالية عن داود بن القاسم الجعفريّ، قال : (ثمّ لم تطل مدّة أبي محمّد الحسن في الحبس إلّا أن قحط الناس بسرّ من رأى قحطاً شديداً ، فأمر الخليفة المعتمد على الله ابن المتوكّل بخروج الناس إلى الاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون ويدعون فلم يُسقوا، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء وخرج معه النصارى والرهبان وكان فيهم راهب كلّما مدّ يده إلى السماء ورفعها هطلت بالمطر . ثمّ خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم أوّل يوم فهطلت السماء بالمطر وسُقوا سقياً شديداً حتّى استعفوا ، فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشكّ وصفا بعضهم إلى دين النصرانيّة ، فشقّ ذلك على الخليفة فأنفذ إلى صالح بن وصيف أن أخرج أبا محمّد الحسن بن عليّ من السجن وائتني به.

فلمّا حضر أبو محمّد الحسن ( عليه السلام ) عند الخليفة قال له : أدرك أُمّة جدّك محمّد صلّى الله عليه وآله فيما لحق بعضهم في هذه النازلة ، فقال أبو محمّد : دعهم يخرجون غداً اليوم الثالث ، قال : قد استعفى الناس من المطر واستكفوا فما فائدة خروجهم ؟ قال : لأُزيل الشكّ عن الناس وما وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولاً ضعيفة. فأمر الخليفة الجاثليق والرهبان أن يخرجوا أيضاً في اليوم الثالث على جاري عادتهم وأن يخرجوا الناس ، فخرج النصارى وخرج لهم أبو محمّد الحسن ومعه خلق كثير فوقف النصارى على جاري عادتهم يستسقون إلّا أنّ ذلك الراهب مدّ يديه رافعاً لهما إلى السماء ورفعت النصارى والرهبان أيديهم على جاري عادتهم فغيّمت السماء في الوقت ونزل المطر . فأمر أبو محمّد الحسن القبض على يد الراهب وأخذ ما فيها فإذا بين أصابعه عظم آدمي، فأخذه أبو محمّد الحسن ولفّه في خرقة وقال: استسقِ ، فانكشف السحاب وانقشع الغيم وطلعت الشمس ، فعجب الناس من ذلك وقال الخليفة : ما هذا يا أبا محمّد ؟ فقال : عظم نبيّ من أنبياء الله عزّ وجلّ ظفر به هؤلاء من بعض قبور الأنبياء ، وما كشف نبيّ عن عظم تحت السماء إلّا هطلت بالمطر . واستحسنوا ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال، فرجع أبو محمّد الحسن إلى داره بسرّ من رأى وقد أزال عن الناس هذه الشبهة) . الفصول المهمة في معرفة الأئمّة، [ج2 ، ص 1085 ـ 1087].

وروى الشيخ الطبرسيّ ( ت 548هـ) بسنده إلى داود بن القاسم الجعفريّ قال : (عن أبي هاشم قال : سأل الفهفكيّ أبا محمّد : ما بال المرأة المسكينة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين ؟ فقال : ( إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة ، إنّما ذلك على الرجال. فقلت في نفسي : قد كان قيل لي إنّ ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله عليه السلام عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب ، فأقبل أبو محمّد عليَّ فقال : نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء ، والجواب منّا واحد ، إذا كان معنى المسألة واحدا جرى لآخرنا ما جرى لأوّلنا ، وأوّلنا وآخرنا في العلم والأمر سواء ، ولرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما ) [إعلام الورى بأعلام الهدى، ج2 ص 142]. والحمد لله ربّ العالمين.