ما هي الصيحة ومتى تحصل؟
السؤال: ما هي الصيحة التي تحدث في شهر رمضان المبارك، وهل تحدث هذه الصيحة قبل ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام) أو بعده، وهل سيكون السفياني موجوداً خلال هذه الصيحة أو لا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل استيفاء الجواب عن هذا السؤال بشكل كامل ينبغي الكلام في عدَّة أمور:
الأمر الأوَّل: المستفاد من الروايات الشريفة أنَّ الصيحة عبارة عن صوت مسموع ينطق به جبرئيل (عليه السلام) في شهر رمضان المبارك، يقول فيه: (ألا إنَّ الحقّ في عليٍّ وشيعته)، ثمَّ ينادي إبليس، ويقول: (ألا إنَّ الحقّ في السفيانيّ وشيعته)، وبذلك يدخل الناس في الامتحان والفتنة، وهي من العلامات الحتميّة.
1ـ روى الصدوق (طاب ثراه) بسنده عن المعلَّى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «صوت جبرئيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتبعوا الصوت الأوَّل، وإيّاكم والأخير أنْ تفتتنوا به» [كمال الدين وتمام النعمة ج1 ص680].
2ـ وروى (طاب ثراه) أيضاً بسنده عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفيه: فقلتُ له: كيف يكون ذلك النداء؟ قال: «ينادي منادٍ من السماء أوَّل النهار: ألا إنَّ الحقّ في عليٍّ وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس (لعنه الله) في آخر النهار: ألا إنَّ الحقّ في السفيانيّ وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون» [كمال الدين وتمام النعمة ج1ص680].
3ـ وروى (طاب ثراه) أيضاً بسنده عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الصيحة التي في شهر رمضان، تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان» [كمال الدين وتمام النعمة ج1ص680].
4ـ وروى (طاب ثراه) أيضاً بسنده عن عمر بن حنظلة قال: سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليمانيّ، والسفيانيّ، والصيحة، وقتل النفس الزكيَّة، والخسف بالبيداء» [كمال الدين وتمام النعمة ج1ص678].
الأمر الثاني: ثمَّ إنَّ المستفاد من الروايات أيضاً أنَّ الصيحة تكون (قبل) ظهور الإمام الحجَّة (عليه السلام)، ولذلك تُعدُّ من علامات ظهوره، إذ العلامة تدلُّ على صاحبها وإلَّا فلا تسمَّى حينئذٍ علامة.
1ـ روى الصدوق (طاب ثراه) بسنده عن محمَّد بن مسلم الثقفي الطحَّان قال: دخلت على أبي جعفر محمَّد بن عليّ الباقر(عليهما السلام) وأنا أريد أنْ أسأله عن القائم من آل محمَّد (صلَّى الله عليه وعليهم)، فقال لي مبتدئاً: «يا محمَّد بن مسلم، إنَّ في القائم من آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله) شبهاً من خمسة من الرسل...إلى قوله: وإنَّ من علامات خروجه: خروج السفيانيّ من الشام، وخروج اليمانيّ من اليمن، وصحية من السماء في شهر رمضان، ومنادٍ ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه» [كمال الدين وتمام النعمة ج1ص355].
2ـ وروى النعمانيّ (طاب ثراه) بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلتُ فداك، متى خروج القائم (عليه السلام)؟ فقال: «يا أبا محمَّد، إنّا أهل بيت لا نوقِّت، وقد قال محمَّد (صلَّى الله عليه وآله): كذب الوقَّاتون. يا أبا محمَّد، إنَّ قدَّام هذا الأمر خمس علامات: أولاهنَّ النداء في شهر رمضان، وخروج السفيانيّ، وخروج الخراسانيّ، وقتل النفس الزكيّة، وخسف بالبيداء» [الغيبة ص299].
3ـ وروى الطوسيّ (طاب ثراه) بسنده عن أبي محمَّد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنتُ بمدينة السلام في السنة التي توفّي فيها الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمَّد السمريّ (قدِّس سرُّه)، فحضرته قبل وفاته بأيّام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا عليّ بن محمَّد السمريّ، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميِّت ما بينك وبين ستّة أيام، فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلَّا بعد إذن الله تعالى ذكره...وسيأتي شيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألَا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيّ والصيحة فهو كذَّاب مفتر، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليّ العظيم» [الغيبة ص416].
الأمر الثالث: كما أنَّ المستفاد من الروايات أيضاً أنَّ السفيانيّ يكون (قبل) الصيحة، إذ ورد في الأخبار أنَّ خروج السفيانيّ في شهر رجب، في حين تكون الصيحة في شهر رمضان، ولذلك يكون السفيانيّ موجوداً خلالها.
1ـ روى الصدوق (طاب ثراه) بسنده عن المعلَّى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنَّ أمر السفيانيّ من الأمر المحتوم، وخروجه في رجب» [كمال الدين وتمام النعمة ج1 ص678].
2ـ وروى النعمانيّ (طاب ثراه) بسنده عن عيسى بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: «السفيانيّ من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أوَّل خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً، ستّة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوماً» [الغيبة ص308].
3ـ وروى أيضاً (طاب ثراه) بسنده عن معلَّى بن خنيس قال: سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «من الأمر محتومٌ، ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم خروج السفيانيّ في رجب» [الغيبة ص308].
4ـ وروى أيضاً (طاب ثراه) بسنده عن خلَّاد الصائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «السفيانيّ لا بدَّ منه، ولا يخرج إلَّا في رجب» [الغيبة ص311].
والنتيجة من كلِّ ما تقدَّم، أنَّ الصيحة من العلامات الحتميّة التي تقع في شهر رمضان المبارك قبل ظهور الإمام المهديّ (عليه السلام)، ويكون السفيانيّ حاضراً حينها.. والحمد لله ربِّ العالمين.
اترك تعليق