ابن بطوطة والشيعة

السؤال: ما موقف الشيعة من الرحالة ابن بطوطة؟

: الشيخ مروان خليفات

الجواب:

ابن بطوطة [ت779هـ] مالكيُّ المذهب، متعصبٌ ضد الشيعة، مفترٍ عليهم، وهذا ما يمكن استفادته مما دوَّنه في رحلته.

قال في أثناء كلامه عن مدينة الحلَّة: (وأهل هذا المدينة كلُّها إماميَّة اثنا عشريَّة، وهم طائفتان: إحداهما تعرف بالأكراد، والأخرى تعرف بأهل الجَامعين، والفتنة بينهم متصلةٌ، والقتال قائمٌ بمقربةٍ من السوق الأعظم.

بهذه المدينة مسجدٌ على بابه ستر حريرٍ مسدول، وهم يسمونه مشهد صاحب الزمان، ومن عاداتهم أنْ يخرج في كلِّ ليلةٍ مائة رجلٍ من أهل المدينة عليهم السلاح، وبأيديهم سيوفٌ مشهورة. فيأتون أمير المدينة بعد صلاة العصر يأخذون منه فرساً مسرجاً ملجماً أو بغلة كذلك، ويضربون الطبول والأنفار والبوقات أمام تلك الدابة، ويتقدمها خمسون منهم، ويتبعها مثلهم، ويمشي آخرون عن يمينها وشمالها، ويأتون مشهد صاحب الزمان، فيقفون بالباب ويقولون: «باسم الله يا صاحب الزمان، باسم الله اخرج، قد ظهر الفساد وكثر الظلم، وهذا أوان خروجك، فيفرق الله بك بين الحق والباطل». ولا يزالون كذلك وهم يضربون الأبواق والأطبال والأنفار إلى صلاة المغرب وهم يقولون: إنَّ محمد بن الحسن العسكريَّ دخل ذلك المسجد وغاب فيه وأنَّه سيخرج وهو الإمام المنتظر عندهم) [رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار) ص215ـ216].

أقول: هذا افتراءٌ واضحٌ منه، والشيعة لم يفعلوا ذلك، لا في الحلَّة ولا في غيرها من المدن.

ومما قاله مما يدلُّ على مقته التشيع وتعصبه: (كان ملك العراق السلطان محمد خدابنده قد صحبه في حال كفره فقيه من الروافض الإماميَّة يسمّى جمال الدين ابن مطهر، فلما أسلم السلطان المذكور وأسلمت بإسلامه التتر زاد في تعظيم هذا الفقيه، فزيَّن له مذهب الروافض وفضله في غيره، وشرح له حال الصحابة والخلافة، وقرر لديه أنَّ أبا بكر وعمر كانا وزيرين لرسول الله، وأنَّ علياً ابن عمه وصهره، فهو وارث الخلافة، ومثل له ذلك بما هو مألوفٌ عنده من أنَّ الملك الذي بيده إنما هو إرث عن أجداده وأقاربه مع حداثة عهد السلطان بالكفر وعدم معرفته بقواعد الدين) [رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار) ص199].

وقال عن مدينة القطيف: (ثمّ سافرنا إلى مدينة القطيف، وضبط اسمها بضم القاف كأنّه تصغير قطف، وهي مدينةٌ كبيرةٌ حسنةٌ ذات نخلٍ كثيرٍ يسكنها طوائف العرب، وهم رافضيّة غلاة يظهرون الرفض جهاراً لا يتّقون أحداً، ويقول مؤذّنهم في أذانه بعد الشهادتين: «أشهد أنّ عليّا ولىّ الله»، ويزيد بعد الحيعلتين: «حيّ على خير العمل»، ويزيد بعد التكبير الأخير: «محمّد وعليّ خير البشر، من خالفهما فقد كفر») [رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار) ج2 ص151ـ152].

وقد ذهب أكثر من واحدٍ من علماء الشيعة وكتابهم إلى وصف ابن بطوطة بالمتعصب للسنة.

قال السيد حسن الأمين: (وكانت وجهة نظر ابن بطوطة حول جماعة السربداريين الشيعة غير طبيعيَّة؛ بسبب تعصبه للسنة، إلا أنَّه يقول عنهم: إنَّ نظام العدالة كان سارياً عندهم) [مستدركات أعيان الشيعة ج2 ص179].

وقال الشيخ علي الكورانيّ: (السلطان المغوليّ يتشيع ويدعو للمذهب الشيعيّ، نبدأ بشهادة ابن بطوطة لكونه سنيَّاً متعصباً) [كيف رد الشيعة غزو المغول ص179].