حديث الثقلين ليس فيه شيء من الأمر بالتمسك بالعترة، وإنما فيه الأمر برعاية حق العترة!!
طالب علم/ السعودية/: أريد أن أوضح مسألة وهي: أن حديث الثقلين إنما يصح من رواية زيد بن أرقم رضي الله عنه، وليس فيه شيء من الأمر بالتمسك بالعترة، وإنما فيه الأمر برعاية حق العترة، والأمر إنما هو في التمسك بكتاب الله؛ لذا جاء حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صحيح مسلم: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أبداً إن اعتصمتم به، كتاب الله»، فقط ولم يتطرق لأهل البيت ولا للعترة، وهذا رواه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحديث الأمر بالتمسك بالعترة ضعفه أحمد وابن تيمية، نعم صححه بعض أهل العلم كالألباني وغيره، ولكن العبرة بما يكون فيه البحث العلمي، وهو أن هذا الحديث لا يصح علمياً من حيث النظر إلى الأسانيد والدلالات وهذه منهجية أهل السنة والجماعة، وأنهم لا يقلدون أحداً في مثل هذه الأمور؛ بل يتبعون بحسب القواعد الموضوعة.
الأخ المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث التمسك بالكتاب والعترة ورد من طرق كثيرة نص ابن حجر الهيتمي في " الصواعق المحرقة " أنه ورد من نيف وعشرين صحابيا (انظر الصواعق المحرقة ج2 ص440).
والحديث يكون متواترا إذا رواه عشرة من الصحابة، كما ينص على ذلك السيوطي (انظر : المجموع شرح المهذب للنووي ج1 ص 232). فما بالك بحديث رواته أكثر من عشرين صحابيا ؟!!
على أنه ورد هذا الحديث بطرق صحيحة - عند غير الألباني الذي صحح الكثير منها - ، فقد روى يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه " المعرفة والتاريخ " بسند رجاله ثقات ، قال: (حدّثنا يحيى قال: حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض)(1). انتهى
وممن صحح الحديث المذكور بلفظ (أخذتم): ابن حجر العسقلاني في كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية في باب فضائل الإمام علي (عليه السلام) عن علي قال: إنّ النبي’ حضر الشجرة بخم، ثمّ خرج آخذاً بيد علي فقال: (ألستم تشهدون أنّ الله ربّكم؟) قالوا: بلى، قال: (فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي)(2).. قال ابن حجر: وهذا إسناد صحيح.
كما صحّحه البوصيري في اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة قال: وعن علي بن أبي طالب أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) حضر الشجرة بخم، ثمّ خرج آخذاً بيد علي فقال: (ألستم تشهدون أن الله ربكم؟) قالوا: بلى، قال: (ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأنّ الله ورسوله مولاكم؟) قالوا: بلى، قال: (فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي).. قال البوصيري: رواه إسحاق بسند صحيح(3).
ودمتم في حفظ الله ورعايته
______________
(1) المعرفة والتاريخ1: 536.
(2) المطالب العالية 4: 65، برقم 3972.
(3) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 11: 307.
اترك تعليق