من ساوى بين النبي (ص) وعلي (ع)، هل الشيعة الإمامية أم الله عزّ وجلّ ؟
اسد السنة/ السعودية/: وقع الخلاف بينكم وبين الله تعالى؛ لأن من أصول مذهبكم اعتقاد المساواة في الفضيلة بين النبي صلى الله عليه وسلم وعلي وأولاده رضي الله عنهم، كما هو مقرر في دفاتركم المشحونة بالغلط. وهذا من الأمور المكفرة.
لم نساوي نحن بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) بل الله سبحانه هو الذي ساوى بينه وبين رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنص آية المباهلة حين قال :
" فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ال عمران : 61.
من الثابت تاريخيا - حسب الروايات الصحيحة الواردة في صحيح مسلم وغيره - أن الذين خرج بهم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لمباهلة نصارى نجران هم : علي وفاطمة والحسن والحسين .
ومن الملاحظ انطباق لفظة ( أبناءنا ) على الحسن والحسين ، وانطباق لفظة ( ونساءنا) على الزهراء (عليها السلام) ..يبقى السؤال : قوله تعالى ( وأنفسنا ) على أي شخص ينطبق في المباهلة ؟
لا يمكن أن يكون المراد به رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن الآية تقول ( فقل تعالوا ندع ) ، ولا يصح أن يدعو الإنسان نفسه بل يدعو غيره فلم يبق سوى علي (عليه السلام) ، فهو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنص آية المباهلة.
يبقى الكلام عن المقصود بأن عليا (عليه السلام) هو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ماهو ؟! يجيبك على ذلك الرازي فيما ينقله عن محمود بن الحسن الحمصي : " فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس ، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة ، وفي حق الفضل لقيام الدلائل على أن محمدا كان نبيا وماكان علي كذلك ولانعقاد الإجماع على أن محمدا أفضل من علي (رضي الله عنه) ، فيبقى فيما وراءه معمولا به " مفاتيح الغيب ج8 ص 86.
وجاء عن الحافظ ابن بطريق في " خصائص الوحي المبين " ص 129 بأن لفظة ( أنفسنا ) هي من خصائص أمير المؤمنين علي عليه السلام.
فهذه أدلتنا على مدعانا وعقيدتنا جئنا بها من كتاب الله وتفسير علماءكم ولا نقول من عندنا شيئا ، والحمد لله رب العالمين.
اترك تعليق