اعرفوا عقيدة البداء عندنا ولا تتجاهلوا!!
محب الصحابة/ السعودية/: لو تأملتم في معنى الندم والبداء، ستجدون التقارب الواضح بين اللفظين، مما يدل على أن أصل فكرة البداء عندكم قد أخذت من أسفار اليهود، فالندم يعني تغير الرأي في الأمر بعد حصول العلم الذي لم يكن يعلمه قبل ذلك، وهذا هو معنى البداء عند علماء اللغة، ومما يؤكد التشابه بين المعتقدين ما ورد في أسفار اليهود وكتبكم من نصوص تتشابه إلى حد كبير, فأفيقوا واستفيقوا
لا نقول هنا سوى لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم . إذا كنتم تصرون على التغابي في موضوع البداء في عقيدتنا فهذا شأنكم لا يهمنا من الجهل الذي ابتلاكم الله به شيئا، فعقيدتنا في البداء واضحة جدا وضوح الشمس في رابعة النهار ، تصدح بها كتبنا المنتشرة في مشارق الأرض ومغاربها ببيان يفهمه حتى دواب الأرض.
فعقيدة البداء عند الشيعة الإمامية تعني أن الله سبحانه يغير في الآجال والأرزاق حسب الأعمال التي تصدر من العبد في بعض الأحيان كالدعاء والتصدق وصلة الأرحام ونحوها .
وهذا المعنى نصت عليه الآية الكريمة التي تقول : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )
فهناك لوح المحو والإثبات عنده سبحانه وتعالى ، وهو الذي يجري فيه البداء ، واللوح المحفوظ الذي هو أم الكتاب.
وقد وردت عند أهل السنة من الروايات التي تشابه قول الشيعة في البداء ، كهذه الرواية التي يرويها الترمذي في سننه عن الصحابي سلمان الفارسي (رضوان الله عليه) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر ).
فهذه الرواية تطابق تماما عقيدة الشيعة في البداء التي تقول إن الله يزيد وينقص في الآجال والأرزاق بحسب ما يصدر من أعمال من العبد ، ولا ينسب الشيعة الجهل لله سبحانه في ذلك كله بأنه سبحانه لم يكن يعلم بصدور هذا الفعل من عبده من حيث التصدق أو الدعاء فيطيل في عمره أو يدفع البلاء عنه ، فهذا لا تقوله الشيعة مطلقا ولا يوجد مصدر شيعي واحد يقول ذلك ، بل يقولون يوجد عنده سبحانه لوح اسمه لوح المحو والإثبات كما نصت عليه الآية الكريمة يغير فيه الآجال والأرزاق بحسب الأعمال الصادرة من العبد كالدعاء والتصدق وصلة الأرحام التي ورد فيها أن تطيل الأعمار وتزيد في الأرزاق .. فلماذا هذا التشنيع على الشيعة في هذا الأمر .. لا ندري واقعا !!
وإذا كان محل التشنيع هو كلمة ( بدا ) الواردة في بعض الروايات عندنا والتي يستفاد منها لغويا الظهور بعد الخفاء الذي يلزم منه الجهل ، فهذا المعنى لا تريده الشيعة مطلقا ، بل المقصود هو المعنى الذي بيناه في أعلاه .
وقد تقول : إذا لم يكن الشيعة يقصدون من البداء المعنى اللغوي ، الذي هو الظهور بعد الخفاء فلماذا أطلقوا هذه التسمية ( البداء ) على هذه العقيدة ؟!
الجواب : هذه التسمية هي نوع من المجاز والمشاكلة اللغوية ، أي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته ، والقرآن الكريم مليء بهذا النوع من المجاز والمشاكلة ، فالقرآن الكريم ينسب إلى الله تعالى : " المكر " و" الكيد " و " الخديعة " و " النسيان" و" الاسف" على نحو المشاكلة ؛ إذ يقول عز من قائل : ( يكيدون كيدا واكيد كيدا ).
( ومكروا مكرا ومكرنا مكرا ).
( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ).
( نسوا الله فنسيهم ).
( فلما آسفونا انتقمنا منهم ) .
ونحوها من الآيات الكريمة ، مع أن هذه الصفات هي صفات نقص ولا يمكن أن يوصف بها المولى سبحانه حقيقة ، بل يكون المراد منها هو المجاز والمشاكلة اللغوية ، التي تعني ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوع في صحبته .
والغريب أن أهل السنة يروون روايات صريحة وفي أصح كتبهم الحديثية لفظ ( البداء) ويستسيغونه ولا يشنعون على أنفسهم كما يهرج بعضهم مع الشيعة في موضوع البداء ، فهاهو البخاري ي يروي في صحيحه ج4 ص 144 كتاب بدء الخلق عن أبي هريرة أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : " ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا لله عز وجل أن يبتليهم ....إلى آخر الرواية ".
فهنا نجد البخاري قد أورد كلمة ( بدا ) عن أبي هريرة في روايته بشكل واضح وصريح ، فهل كان المقصود منها أن الله عز وجل قد ظهر له بعد خفاء الأمر عليه أن يبتلي هؤلاء الثلاثة ؟!!
فلماذا تشنعون علينا أيها الناس بما هو موجود في رواياتكم وتروونه في أصح كتبكم ؟!!
إن شر البلية هو ما يضحك حقا !!
اترك تعليق