كيف صار علي والأئمة من ولده أفضل من الأنبياء؟!!
سبهان/ الكويت/: قال تعالى:{آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}والرافضة ذهبوا إلى تفضيل علي وأولاده الاثني عشر رضي الله عنهم على الرسل عليهم الصلاة والسلام وهذه المسألة من جملة الأمور المكفرة لهم بالإجماع.
الأخ سبهان المحترم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الثابت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أفضل من كل الأنبياء قاطبة .
وهاهنا سؤال : ماهو وجه أفضليته عليهم ؟
قد يقال كونه حبيب الله وقد يقال إمامته بالأنبياء في بيت المقدس وقد يقال غير ذلك، وأنسب الوجوه للفضيلة هو علمه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو أعلم من كل الأنبياء جزما ، وعندما تراجع مرجحات الفضيلة والرفع في القرآن الكريم تجد العلم هو أبرز مرجح بالفضل على غيره .
يقول تعالى : {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} المجادلة :11.
فإذا ثبت الفضل بالعلم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) على غيره من الأنبياء وثبت أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هم ورثة علمه .
ففي حديث صحيح يرويه الحاكم ويصححه الذهبي ج3 ص 136 عن أبي إسحاق : سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دونكم . قال : لأنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا . انتهى
ومن الواضح جدا أن المراد بها هنا وراثة العلم دون وراثة المال ؛ لأن وراثة المال تثبت بالنسب ولا علاقة لها بشدة اللزوق أو أول اللحوق ، كما أنه من الثابت أن أبن العم لا يرث مع وجود العم ، والعباس عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان موجودا يوم وفاة النبي فلا تصح وراثة علي لرسول الله من ناحية المال فإذن هي وراثة العلم ، وهو ما يوضحه الحديث الذي يأتي بعد هذا الحديث مباشرة عند الحاكم ، فراجع ثمة .
فإذا ثبت ذلك يثبت فضله ( عليه السلام ) على بقية الأنبياء بمناط التفضيل الذي تقدمت الاشارة إليه.
هذا إضافة لما ثبت من القرآن الكريم من ثبوت أفضلية علي (عليه السلام) خاصة على الأنبياء لكونه نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنص آية المباهلة.
قال تعالى :
{فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} ال عمران : 61.
ومن الثابت تاريخيا - حسب الروايات الصحيحة الواردة في صحيح مسلم وغيره - أن الذين خرج بهم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لمباهلة نصارى نجران هم : علي وفاطمة والحسن والحسين .
وإذا لاحظنا انطباق لفظة ( أبناءنا ) على الحسن والحسين ، وانطباق لفظة ( ونساءنا) على الزهراء (عليها السلام) ..يبقى السؤال عن لفظة ( وأنفسنا ) على أي شخص تنطبق في المقام ؟
لا يمكن أن يكون المراد بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن الآية تقول ( فقل تعالوا ندع ) ، ولا يصح أن يدعو الإنسان نفسه بل يدعو غيره فلم يبق سوى علي (عليه السلام) ، فهو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنص آية المباهلة.
يبقى الكلام عن المقصود بأن عليا (عليه السلام) هو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ماالمراد به ؟!
يجيبك على ذلك الرازي فيما ينقله عن محمود بن الحسن الحمصي : " فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس ، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه ترك العمل بهذا العموم في حق النبوة ، وفي حق الفضل لقيام الدلائل على أن محمدا كان نبيا وماكان علي كذلك ولانعقاد الإجماع على أن محمدا أفضل من علي (رضي الله عنه) ، فيبقى فيما وراءه معمولا به " مفاتيح الغيب ج8 ص 86.
وجاء عن الحافظ ابن بطريق في " خصائص الوحي المبين " ص 129 بأن لفظة ( أنفسنا ) هي من خصائص أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
فهذه أدلتنا على مدعانا وعقيدتنا جئنا بها من كتاب الله وتفسير علماءكم ولا نقول من عندنا شيئا والحمد لله رب العالمين.
ودمتم في رعاية الله وحفظه
اترك تعليق