القرآن ومراحل تكوين الإنسان.
شادي/ فلسطين/: خطأ علمي فادح في القرآن حيث ادعى ان في مرحلة تشكيل الجنين العظم يتكون قبل اللحم والجلد في سورة المؤمنون آية (12) يقول : (فكسونا العظام لحما) . علمياً الجنين اثناء التكوين يكون كتلة لحم بلا عظم . وقال القرآن في سورة المؤمنون ايضاً آية (14) (فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحما) . ظناً منه ان عملية تطور الجنين تأتي بنفس الترتيب وهو ان الهيكل العظمي يتشكل أولاً ثم يكسوه اللحم . وهذا خطأ علمي فادح ، حيث ان العلم أثبت ان الجنين في بدايته يتألف من ثلاث طبقات أساسية ، كل طبقة تكون مسؤولة عن انتاج أعضاء الجسم المختلفة . أحد هذه الطبقات يسمى (الميزوديرم) وفيها توجد الخلايا المسؤولة عن انتاج الجهاز التناسلي والجلد والعضلات والغضاريف والعظام والأوعية الدموية والعقد اللمفاوية والأنسجة المفرزة للعصارات ، هذه الخلايا تبدأ بالانقسام بنفس الوقت وبشكل متوازي خلال فترة نمو الجنين فهل نصدق العلم أم القرآن؟.
الأخ شادي المحترم ..
إنّ القرانَ الكريم في مواضع متعددة يذكر عملية تكوين الانسان فقد قال في سورة نوح ﴿وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾ وهذه الأطوار التي تحدّثت عنها الآية الكريمة هي التي أشارت اليها سورة المؤمنون بقوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [12 - 14])
وهذه الأطوار التي تكلّم عنها القران ليست دفعيّةً وإنّما هي تدريجيّة فإنّ علم الأجنّة ومراحلَ تكوين الانسان أقرّ هذه الحقيقية القرآنية حيثُ في الماضي إفترضَ المختصّون في علم الأجنّة أنّ العظامَ والعضلات تتكوّن في وقتٍ واحد ولكن بعد إجراء العديد منَ الأبحاث المتطوّرة وبفضل التطوّر التقنيّ إستطاعَ المختصّون الوصول إلى أنّ الجنينَ داخل رحمِ الأم يتكوّن من أنسجة غضروفيّة مرنةٍ تمتصّ الكالسيوم من جسم الأم أثناءَ فترة الحمل تدريجيّاً حتى تصبحَ عظاماً صلبةً، وبتوالي أشهر الحمل يتحوّلُ ذلك الغضروف الإسفنجي الصغير إلى طفلٍ بعظامٍ صلبةٍ سليمة.
وبعد وقتٍ قصير من الحَمل ، سيكون تكوين الجنين من ثلاث طبقاتٍ من الخلايا: الطبقةُ الوسطى أو الأديم المتوسّط وهي التي تتطوّر لتكون عظام الجنين وعضلاته والكُلى وكذلك أعضاءهُ التناسليّة، أمّا الطبقة الداخليّة وتسمّى كذلكَ الأديم الباطن تتطوّر لتكوّن الجهاز الهضمي والكبد والرئتين، والأديم الظاهر أو الطبقة الخارجية تتطوّر لتكوّن الجهاز العصبي والشعر والجلد والعينين.
وهذه الطبقةُ الثالثة التي تسمى (الميزوديرم) التي تتطوّر لتكوّن عظام الجنين وعضلاته والكُلى وكذلك أعضاءهُ التناسلية ليس تطوّرها دفعيّاً بحيث يتكوّن المجموع مرةً واحدةً كما ادّعيت وإنّما التطوّر فيها تدريجي فلم يتكوّن العظمُ واللحم معاً في آنٍ واحدٍ وإنّما تلك الانسجةُ الغضروفيّة المرنة بعد أن تصبح عظاماً قابلةً لالتصاقِ اللّحم بها يتمّ إكساءُ اللّحم بها بقدرة الله تبارك الله أحسن الخالقين
فإنّ العظام تُخلَق في نهاية الأسبوع السّابع، وتُكسى بالعضلات في الأسبوع الثامن، من الحمل ثم يبدأ الجنينُ بعد الأسبوع الثّامن مرحلة أخرى مختلفة، يُسمّيها علماء الأجنّة بالمرحلة الحميليّة، والتي سمّاها القرآن الكريم من قبلُ: مرحلة (النشأة خلقًا آخر)؛ ولذلك يُعتبر طَور إكساء العظم باللّحم الحدَّ الفاصل بين المرحلة الجنينيّة والمرحلة الحميليّة.
هذا وندعوكَ لمراجعة ما سطّره الباحثون في هذا المجال لترى الحقّ بعينك ويتّضح لك الأمر بما لاريبَ فيه.
ودمتُم سالمين.
اترك تعليق