غضب الله على بني اسرائيل فمسخوا قردة وخنازير.

أروى/: لبنان/: في الإسلام الله عندما غضب من يهود حولهم إلى قردة وخنازير وفئران أيعقل هذا؟!

: اللجنة العلمية

الأخت أروى، تحية طيبة وبعد:

فقد ورد في سورة البقرة قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65).

  وفي سورة النّساء بقوله تعالى (...وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) (النساء:154).

وغيرها من الآيات التي تتكلّم عن قصّة أصحاب السّبت، وهم فريقٌ من بني إسرائيل كانوا يسكنون قريةً ساحليّة، وكانوا يعملون بصيد السّمك، فأراد الله اختبارهم فأمرَ السّمك (الحيتان) بعدم الاقتراب من سواحلهم في أيّام العمل السّتة، بينما يكثر في يوم السّبت وهو يوم يحرم عندهم فيه العمل، بل إنّ هذه الحيتان (الأسماك) كانت تظهر على الماء في يوم السّبت إمعانًا في اختبارهم.

فما كان من هؤلاء القوم إلا أنّهم شرعوا يحتالون الحيل، ورُوي أنّهم كانوا يقيمون حواجز (مصائد) للسّمك ليلة السّبت ثم يجمعونه يوم السّبت، أو أنّهم كانوا يربطون السّمك يوم السّبت ويتركونه في الماء ثم يخرجونه ليلة الأحد أو نهاره (كما روى ابن إسحاق عن ابن عباس، وقال ابن كثير عن إسناده: إنّه إسناد جيد).

وقد انبرى فريق منهم يحذّر العصــاة من مَغبّة عملهم، بينما اكتفى فريق ثالث بعدم المشاركة في الإثم، بل إنّهم قالوا للفريق النّاهي عن المنكر لِمَ تعظون هؤلاء العصاة الهالكين ؟! وكان عقاب الله سريعًا إذ مسخَ العصاةَ قردةً بينما نجَّى الفريق النّاهي عن المنكر. 

وهنالك نصوصٌ كثيرة في التّوراة تشير الى أنّ بني اسرائيل لم يأتمروا بأمر الله تعالى حيث نهاهم عن الصّيد يوم السّبت لكنّهم دنسوا هذا اليوم:  

- سفر نحميا، الإصحاح 13:

16   وَالصُّورِيُّونَ السَّاكِنُونَ بِهَا كَانُوا يَأْتُونَ بِسَمَكٍ وَكُلِّ بِضَاعَةٍ، وَيَبِيعُونَ فِي السَّبْتِ لِبَنِي يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ.

17   خَاصَمْتُ عُظَمَاءَ يَهُوذَا وَقُلْتُ لَهُمْ: «مَا هذَا الأَمْرُ الْقَبِيحُ الَّذِي تَعْمَلُونَهُ وَتُدَنِّسُونَ يَوْمَ السَّبْتِ؟

18  أَلَمْ يَفْعَلْ آبَاؤُكُمْ هكَذَا فَجَلَبَ إِلهُنَا عَلَيْنَا كُلَّ هذَا الشَّرِّ، وَعَلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ؟ وَأَنْتُمْ تَزِيدُونَ غَضَبًا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِذْ تُدَنِّسُونَ السَّبْتَ».

- سفر حزقيال، الإصحاح 20:

13 «فَتَمَرَّدَ عَلَيَّ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَرَفَضُوا أَحْكَامِي الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي كَثِيرًا. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لإِفْنَائِهِمْ.

16 لأَنَّهُمْ رَفَضُوا أَحْكَامِي وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي، بَلْ نَجَّسُوا سُبُوتِي، لأَنَّ قَلْبَهُمْ ذَهَبَ وَرَاءَ أَصْنَامِهِمْ.

24 لأَنَّهُمْ لَمْ يَصْنَعُوا أَحْكَامِي، بَلْ رَفَضُوا فَرَائِضِي، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي، وَكَانَتْ عُيُونُهُمْ وَرَاءَ أَصْنَامِ آبَائِهِمْ.

 اما آياتُ مسخ اليهود قردةً وخنازير قد رُفعت من الكتاب المقدّس، ولكن كتب تواريخ اليهود أشارت إلى ذلك وفضحت عمليّة الحذف التي حصلت في الكتاب المقدّس، وإن أردتَ بيان ما ذُكر وكيف تمّ مسخهم فعليك مراجعة ما  جاء في موقع الموسوعة اليهودية "Jewish Encyclopedia" الذي يتحدث عن تحول بنّائي برج بابل إلى قردة ووحوش في كتابات الحاخامات، وترجمته:

(شارك ستمائة ألف رجل في بناء برج وقد وصلت البرج إلى ارتفاع شاهق الذي استغرق بناءه عاماً كاملاً ... فتغير جزء كبير من البنّائين إلى قرود وقسم إلى ارواح شريرة وشياطين وأشباح الليل وتناثر البقية في أنحاء الأرض كلها)(1). 

فيا أختي العزيزة إنّ الحقيقة غابت بعدما غابت التّوراة الحقيقيّة، وما في أيديكم ليست هي التّوراة الحقيقية، وقد ذكرنا سابقاً أنّ أحبار اليهود يصرّحون بأنّهم لا يملكون النّسخ الأصلية للتوراة أو غيرها من الأسفار، وأن أقدم مخطوطة لديهم لأسفارهم تعود إلى القرن الرابع الميلادي، علماً بأنّ موسى (عليه الصّلاة والسّلام) قد عاش في القرن الرّابع عشر قبل الميلاد على الأرجح، وآخر نبي من أنبيائهم في العهد القديم عاش في القرن الرّابع قبل الميلاد.

فلا تتعجبي من كون عمليّة مسخ اليهود لم تذكر في التّوراة، لأنّ التّوراة التي بأيديكم ليس هي التي نزلت على موسى (عليه السلام) وإنّما هذا ما وجدتموه وادّعيتُم أنّه التّوراة.

___________________________

(1)- http://www.jewishencyclopedia.com/articles/2279-babel-tower-of))