ما سبب نفور الشباب من رجال الدين؟!!

كرار/العراق/: هناك نفور من رجال الدين من قبل بعض الشباب، وهذا الأمر تسبب في ابتعادهم عن حضور المجالس وصلاة الجماعة، بل حتى زيارة مراقد الأئمة المعصومين، فهل لكم أن تعطونا صورة حل لإعادتهم إلى ما كانوا عليه من الإلتزام والتدين والإعتدال، شاكرين لكم حرصكم وتصديكم لكل قضية.

: اللجنة العلمية

     الأخ كرار المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

     أسباب نفور الشباب من رجال الدين يعود بعضها لرجال الدين أنفسهم، وبعضها للشباب.

     أما ما يعود سببه لرجال الدين، فقد دخل بعض هؤلاء في عالم السياسة والسعي وراء المكاسب والمناصب، الأمر الذي أفقدهم مصداقيتهم أمام الناس، ومن خلالهم عمّ البلاء غيرهم من رجال الدين المخلصين الذين لا غرض لهم سوى خدمة الدين الحنيف، ولكن الناس ابتعدوا عنهم أيضاً؛ لأن طبيعة الناس في أحكامها هي الشمولية والتعميم ولا تعرف التخصيص.

    وكذلك يمكن عدّ هذا الإنفتاح الهائل على وسائل الإتصال السمعية والمرئية عاملاً مضافاً من عوامل الإبتعاد وعدم التواصل مع رجال الدين، فقد كان الشباب في السابق حتى يحصلوا على جواب ما لأي سؤال عقدي أو فقهي يواجههم يضطرون معه إلى الذهاب للمساجد ومجالس العلماء حتى يحصلوا على الجواب، ولكن هذه الأيام يكفيهم الإطلاع على الجواب عبر المواقع بأقل جهد وتكلفة.

     وأما ما يتعلق بالشباب، فقد أصبحت ميول أكثرهم مادية للأسف، ولا يعتنون بالحالة الروحية عندهم، وكأن الدنيا في نظرهم ملذات ومآكل ومشارب فقط، ومن هنا لم تعد عندهم الرغبة كثيراً بالتواصل مع رجال الدين وأخذ علوم الدين منهم، ومن هنا ننصحهم بالعودة إلى ربهم، واغتنام فرصة شبابهم بالعلم والعمل قبل فوات الأوان، وعدم الإغترار بزخارف هذه الدنيا التي أهلكت من قبلهم وستهلكهم أيضاً، ولا يصحبهم في آخرتهم غير أعمالهم!!

     ودمتم سالمين.